٤

{ قد كانت لكم أسوة حسنة } ذكر الكلبي والفراء أنه أراد حاطب بن أبي بلتعة ، وفيها وجهان :

أحدهما : سنة حسنة ، قاله الكلبي .

الثاني : عبرة حسنة ، قاله ابن قتيبة .

{ في إبراهيم والذين معه } من المؤمنين .

{ إذ قالوا لقومهم } يعني من الكفار .

{ إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون اللّه } فتبرؤوا منهم فهلا تبرأت أنت يا حاطب من كفار أهل مكة ولم تفعل ما فعلته من مكاتبتهم وإعلامهم .

ثم قال : { كفرنا بكم } يحتمل وجهين :

أحدهما : كفرنا بما آمنتم به من الأوثان .

الثاني : بأفعالكم وكذبنا بها .

{ وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا باللّه وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك . . . } فيه وجهان :

أحدهما : تأسوا بإبراهيم في فعله واقتدوا به إلا في الاستغفار لأبيه فلا تقتدوا به فيه ، قاله قتادة .

الثاني : معناه إلا إبراهيم فإنه استثنى أباه من قومه في الاستغفار له ، حكاه الكلبي .

﴿ ٤