٥

وإذ قال موسى . . . . .

{ فلما زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم } وفي الزيغ وجهان :

أحدهما : أنه العدول ، قاله السدي .

الثاني : أنه الميل ، إلا أنه لا يستعمل إلا في الزيغ عن الحق دون الباطل .

ويحتمل تأويله وجهين :

أحدهما : فلما زاغوا عن الطاعة أزاغ اللّه قلوبهم عن الهداية .

الثاني : فلما زاغوا عن الإيمان أزاغ قلوبهم عن الكلام .

وفي المعِنيّ بهذا الكلام ثلاثة أقاويل :

أحدها : المنافقون .

الثاني : الخوارج ، قاله مصعب بن سعيد عن أبيه .

الثالث : أنه عام .

{ ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } وهذه البشرى من عيسى تتضمن أمرين :

أحدهما : تبليغ ذلك إلى قومه ليؤمنوا به عند مجيئه ، وذلك لا يكون منه بعد إعلام اللّه له بذلك إلا عن أمر بتبليغ ذلك إلى أمته .

الثاني : ليكون ذلك من معجزات عيسى عند ظهور محمد ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، وهذا يجوز أن يقتصر عيسى فيه على إعلام اللّه له بذلك دون أمره بالبلاغ .

وفي تسمية اللّه له بأحمد وجهان :

أحدهما : لأنه من أسمائه فكان يسمى أحمد ومحمداً قال حسان :

صلى الإله ومن يحف بعرشه

والطيبون على المبارك أحمد

الثاني : أنه مشتق من اسمه محمود ، فصار الاشتقاق اسماً ، كما قال حسان :

وشق له من اسمه ليجله

فذو العرش محمود وهذا محمد

وروي عن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) أنه قال :

{ اسمي في التوراة أحيد لأني أحيد أمتي عن النار ، واسمي في الزبور الماحي محا اللّه بي عبادة الأصنام ، واسمي في الإنجيل أحمد ، واسمي في القرآن محمد لأني محمود في أهل السماء والأرض . }

﴿ ٥