٢

{ هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } .{ بعث في الأميين رسولاً منهم } يعني في العرب ، وفي تسميتهم أميين قولان : أحدهما : لأنه لم ينزل عليهم كتاب ، قاله ابن زيد .

الثاني : لأنهم لم يكونوا يكتبون ولا كان فيهم كاتب ، قاله قتادة .

ثم فيهم قولان :

أحدهما : أنهم قريش خاصة لأنها لم تكن تكتب حتى تعلم بعضها في آخر الجاهلية من أهل الحيرة .

الثاني : أنهم جميع العرب لأنه لم يكن لهم كتاب ولا كتب منهم إلا قليل ، قاله المفضل .

فلو قيل : فما وجه الامتنان بأن بعث نبياً أمياً ؟

فالجواب عنه ثلاثة أوجه :

احدها : لموافقته ما تقدمت بشارة الأنبياء به .

الثاني : لمشاكلة حاله لأحوالهم ، فيكون أقرب إلى موافقتهم .

الثالث : لينتفي عنه سوء الظن في تعلمه ما دعا إليه من الكتب التي قرأها والحكم التي تلاها .

{ يتلوا عليهم ءاياته } يعني القرآن .

{ ويزكيهم } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان ، وهو معنى قول ابن عباس .

الثاني : يطهرهم من الكفر والذنوب ، قاله ابن جريج ومقاتل .

الثالث : يأخذ زكاة أعمالهم ، قاله السدي .

{ ويعلمهم الكتاب } فيه ثلاثة تلأويلات :

أحدها : أنه القرآن ، قاله الحسن .

الثاني : أنه الخط بالقلم ، قاله ابن عباس ، لأن الخط إنما فشا في العرب بالشرع لما أمروا بتقييده بالخط .

الثالث : معرفة الخير والشر كما يعرفونه بالكتاب ليفعلوا الخير ويكفوا عن الشر ، وهذا معنى قول محمد بن إسحاق .

{ والحكمة } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : أن الحكمة السنة ، قاله الحسن .

الثاني : أنه الفقه في الدين ، وهو قول مالك بن أنس .

الثالث : أنه الفهم والاتعاظ ، قاله الأعمش .

﴿ ٢