٤

{ إن تَتوبا إلى اللّه فَقدْ صَغَتْ قلوبُكما } يعني بالتوبة اللتين تظاهرتا وتعاونتا من نساء النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) على سائرهن وهما عائشة وحفصة . وفي { صغت } ثلاثة أقاويل :

أحدها : يعني زاغت ، قاله الضحاك .

الثاني : مالت ، قاله قتادة ، قال الشاعر :

تُصْغِي القلوبُ إلى أَغَرَّ مُبارَكٍ

مِن نَسْلِ عباس بن عبد المطلب

والثالث : أثمت ، حكاه ابن كامل .

وفيما أوخذتا بالتوبة منه وجهان :

أحدهما : من الإذاعة والمظاهرة .

الثاني : من سرورهما بما ذكره النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) من التحريم ، قاله ابن زيد .

{ وإن تَظَاهَرا عليه } عين تعاونا على معصية رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) .

{ فإن اللّه هو مولاه } يعني وليه { وجبريل } يعني وليه أيضاً .

{ وصالحُ المؤمنين } فيهم خمسة أقاويل :

أحدها : أنهم الأنبياء ، قاله قتادة وسفيان .

الثاني : أبو بكر وعمر ، قال الضحاك وعكرمة : لأنهما كانا أبوي عائشة وحفصة وقد كانا عونا له عليهما .

الثالث : أنه عليّ .

الرابع : أنهم أصحاب النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، قاله السدي .

الخامس : أنهم الملائكة ، قاله ابن زيد .

ويحتمل سادساً : أن صالح المؤمنين من وقى دينه بدنياه . { والملائكةُ بعَدَ ذلك ظهيرٌ } يعني أعواناً للنبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، ويحتمل تحقيق تأويله وجهاً ثانياً : أنهم المستظهر بهم عند الحاجة اليهم .

﴿ ٤