٨{ يا أيها الذين آمنوا تُوبوا إلى اللّه تَوْبةً نَصوحاً } فيه خمسة تأويلات : أحدهها : أن التوبة النصوح هي الصادقة الناصحة ، قاله قتادة . الثاني : أن النصوح أن يبغض الذنب الذي أحبه ويستغفر منه إذا ذكره ، قاله الحسن . الثالث : أن لا يثق بقبولها ويكون على وجل منها . الرابع : أن النصوح هي التي لا يحتاج معها إلى توبة . الخامس : أن يتوب من الذنب ولا يعود إليه أبداً ، قاله عمر بن الخطاب . وهي على هذه التأويلات مأخوذة من النصاحة وهي الخياطة . وفي أخذها منها وجهان : أحدهما : لأنها توبة قد أحكمت طاعته وأوثقتها كما يحكم الخياط الثوب بخياطته وتوثيقه . الثاني : لأنها قد جمعت بينه وبين أولياء اللّه وألصقته بهم كما يجمع الخياط الثوب ويلصق بعضه ببعض . ومنهم من قرأ نُصوحاً بضم النون ، وتأويلها على هذه القراءة توبةَ نُصْح لأنفسكم ، ويروي نعيم عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { إن اللّه تعالى أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم بضالَّته يجدها بأرض فلاة عليها زاده وسقاؤه } . |
﴿ ٨ ﴾