١٠{ ضَرَبَ اللّه مَثلاً للذين كَفَروا امرأةَ نُوحٍ وامرأةَ لُوطٍ كانتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادنا صالحْينِ فخانتاهما } في خيانتهما أربعة أوجه : أحدها : أنهما كانتا كافرتين ، فصارتا خائنتين بالكفر ، قاله السدي . الثاني : منافقتين تظهران الإيمان وتستران الكفر ، وهذه خيانتهما قال ابن عباس : ما بغت امرأة نبي قط ، إنما كانت خيانتهما في الدين . الثالث : أن خيانتهما النميمة ، إذا أوحى اللّه تعالى إليهما [ شيئاً ] أفشتاه إلى المشركين ، قاله الضحاك . الرابع : أن خيانة امرأة نوح أنها كانت تخبر الناس أنه مجنون ، وإذا آمن أحد به أخبرت الجبابرة به ، وخيانة امرأة لوط أنه كان إذا نزل به ضيف دخّنت لِتُعْلِم قومها أنه قد نزل به ضيف ، لما كانوا عليه من إتيان الرجال . قال مقاتل : وكان اسم امرأة نوح والهة ، واسم امرأة لوط والعة . وقال الضحاك عن عائشة أن جبريل نزل على النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) فأخبره أن اسم امرأة نوح واعلة ، واسم امراة لوط والهة . { فلم يُغْنِيا عنهما مِنَ اللّه شيئاً } أي لم يدفع نوح ولوط مع كرامتهما على اللّه عن زوجتيهما لما عصتا شيئاً من عذاب اللّه ، تنبيهاً بذلك على أن العذاب يُدفع بالطاعة دون الوسيلة . قال يحيى بن سلام : وهذا مثل ضربه اللّه ليحذر به حفصة وعائشة حين تظاهرتا على رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، ثم ضرب لهما مثلاً بامرأة فرعون ومريم ابنة عمران ترغيباً في التمسك بالطاعة فقال : |
﴿ ١٠ ﴾