١٣

{ عُتُلٍّ بَعْد ذلك زنيمٍ } يعني بعد كونه { منّاعٍ للخيرٍ } معتدٍ أثيم ، هو عتل زنيم ، وفيه تسعة أوجه :

أحدها : أن العُتُلّ الفاحش ، وهو مأثور عن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) :

الثاني : أنه القوي في كفره ، قاله عكرمة .

الثالث : أنه الوفير الجسم ، قاله الحسن وأبو رزين .

الرابع : أنه الجافي الشديد الخصومة بالباطل ، قاله الكلبي .

الخامس : أنه الشديد الأسر ، قاله مجاهد .

السادس : أنه الباغي ، قاله ابن عباس . السابع : أنه الذي يعتِل الناس ، أي يجرهم إلى الحبس أو العذاب ، مأخوذ من العتل وهو الجر ، ومنه

قوله تعالى : { خذوه فاعتِلوه } " [ الحاقة : ٣٠ ] .

الثامن : هو الفاحش اللئيم ، قاله معمر ، قال الشاعر :

يعتل من الرجال زنيم

غير ذي نجدةٍ وغير كريم .

التاسع : ما رواه شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم ، ورواه ابن

مسعود عن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) أنه قال : { لا يدخل الجنةَ جواظٌ ولا جعظري ولا العتلّ الزنيم } فقال رجل : ما الجواظ وما الجعظري وما العتل الزنيم ؟ فقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) { الجواظ الذي جمع ومنع ، والجعظري الغليظ ، والعتل الزنيم الشديد الخلق الرحيب الجوف ، المصحح الأكول الشروب الواجد للطعام ، الظلوم للناس } . وأما الزنيم ففيه ثماني تأويلات :

أحدها : أنه اللين ، رواه موسى بن عقبة عن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) .

الثاني : أنه الظلوم ، قاله ابن عباس في رواية ابن طلحة عنه .

الثالث : أنه الفاحش ، قاله إبراهيم .

الرابع : أنه الذي له زنمة كزنمة الشاة ، قال الضحاك : لأن الوليد بن المغيرة كان له أسفل من أذنه زنمة مثل زنمة الشاة ، وفيه نزلت هذه الآية ، قال محمد بن إسحاق : نزلت في الأخنس بن شريق لأنه حليف ملحق ولذلك سمي زنيماً .

الخامس : أنه ولد الزنى ، قاله عكرمة .

السادس : أنه الدعيّ ، قال الشاعر :

زنيمٌ تَداعاه الرجالُ زيادةً

كما زِيدَ في عَرْضِ الأديمِ الأكارعُ

السابع : أنه الذي يعرف بالأُبنة ، وهو مروي عن ابن عباس أيضاً .

الثامن : أنه علامة الكفر كما قال تعالى : { سنسمه على الخرطوم } ، قاله أبو رزين .

﴿ ١٣