١٧

{ تَدْعو مَنْ أَدْبَرَ وتَوَلّى } وفي دعائها ثلاثة أوجه :

أحدها : أنها تدعوهم بأسمائهم فتقول للكافر : يا كافر إليّ ، وللمنافق : يا منافق إليّ ، قاله الفراء .

الثاني : أن مصير من أدبر وتولى إليها ، فكأنها الداعية لهم ، ومثله قول الشاعر :

ولقد هَبَطْنا الوادِيَيْن فوادياً

يَدْعو الأنيسَ به العَضيضُ الأبكمُ .

العضيض الأبكم : الذباب ، وهو لا يدعو وإنما طنينه ينبه عليه ، فدعا إليه .

الثالث : الداعي خزنة جهنم أضيف دعاؤهم إليها ، لأنهم يدعون إليها .

وفي ما { أدبر وتولى } عنه أربعة أوجه :

أحدها : أدبر عن الطاعة وتولى عن الحق ، قاله مجاهد .

الثاني : أدبر عن الإيمان وتولى إلى الكفر ، قاله مقاتل .

الثالث : أدبر عن أمر اللّه وتولى عن كتاب اللّه ، قاله قتادة .

الرابع : أدبر عن القبول وتولى عن العمل .

﴿ ١٧