٢٠

{ فلا تَدْعُوا مع اللّه أحَداً } أي فلا تعبدوا معه غيره ، وفي سببه ثلاثة أقاويل :

أحدها : ما حكاه الأعمش أن الجن قالت : يا رسول اللّه ائذن لنا نشهد معك الصلاة في مسجدك ، فنزلت هذه الآية .

الثاني : ما حكاه أبو جعفر محمد بن علّي أن الحمس من مشركي أهل مكة وهم كنانة وعامر وقريش كانوا يُلبّون حول البيت : لبيّك اللّهم لبيّك ، لبيّك لا شريك لك ، إلا شريكاً هو لك ، تملكه وما ملك ، فأنزل اللّه هذه الآية نهياً أن يجعل للّه شريكاً ، وروى الضحاك عن ابن عباس : أن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) كان إذا دخل المسجد قدّم رجله اليمنى وقال : { وأن المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحداً } اللّهم أنا عبدك وزائرك ، وعلى كل مزور حق وأنت خير مزور فأسألك برحمتك أن تفك رقبتي من النار { وإذا خرج من المسجد قدم رجله اليسرى وقال : } اللّهم صُبَّ الخير صبّاً ولا تنزع عني صالح ما أعطيتني أبداً ولا تجعل معيشتي كدّاً واجعل لي في الخير جداً {. { وأنه لما قام عبدُ اللّه يدعوه } يعني محمداً ، وفيه وجهان :

أحدهما : أنه قام إلى الصلاة يدعو ربه فيها ، وقام أصحابه خلفه مؤتمين ، فعجبت الجن من طواعية أصحابه له ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنه قام إلى اليهود داعياً لهم إلى اللّه ، رواه ابن جريج .

{ كادوا يكونون عليه لِبَداً } فيه وجهان :

أحدهما : يعني أعواناً ، قاله ابن عباس .

الثاني : جماعات بعضها فوق بعض ، وهو معنى قول مجاهد ، ومنه اللبد لاجتماع الصوف بعضه على بعض ، وقال ذو الرمة :

ومنهلٍ آجنٍ قفرٍ مواردهُ

خُضْرٍ كواكبُه مِن عَرْمَصٍ لَبِدِ .

وفي كونهم عليه لبداً ثلاثة أوجه :

أحدها : أنهم المسلمون في اجتماعهم على رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) قاله ابن جبير . الثاني : أنهم الجن حين استمعوا من رسول اللّه قراءته ، قاله الزبير بن العوام .

الثالث : أنهم الجن والإنس في تعاونهم على رسول اللّه في الشرك ، قاله قتادة .

﴿ ٢٠