٢١{ قلْ إني لا أَمْلِكُ لكم ضَرّاً ولا رَشَداً } يعني ضراً لمن آمن ولا رشداً لمن كفر ، وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : عذاباً ولا نعيماً . الثاني : موتاً ولا حياة . الثالث : ضلالاً ولا هدى . { قل إني لن يُجيرَني مِنَ اللّه أَحدٌ } روى أبو الجوزاء عن ابن مسعود قال : انطلقتُ مع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) ليلة الجن حتى أتى الحجون فخط خطاً ثم تقدم عليهم فازدحموا عليه ، فقال سيد لهم يقال له وردان : أنا أزجلهم عنك ، فقال : { إني لن يجيرني من اللّه أحد } ويحتمل وجهين : أحدهما : لن يجيرني مع إجارة اللّه لي أحد . الثاني : لن يجيرني مما قدره اللّه علي أحد . { ولن أجدَ مِن دُونهِ مَلْتَحداً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : يعني ملجأ ولا حرزاً ، قاله قتادة . الثاني : ولياً ولا مولى ، رواه أبو سعيد . الثالث : مذهباً ولا مسلكاً ، حكاه ابن شَجرة ، ومنه قول الشاعر : يا لهفَ نفْسي ولهفي غيرُ مُجْديةٍ عني وما مِن قضاءِ اللّه مُلْتَحَدُ . { إلا بلاغاً مِن اللّه ورسالاتِه } فيه وجهان : أحدهما : لا أملك ضراً ولا رشداً إلا أن أبلغكم رسالات اللّه ، قاله الكلبي . الثاني : لن يجيرني من اللّه أحد إن لم أبلغ رسالات اللّه ، قاله مقاتل . روى مكحول عن ابن مسعود : أن الجن بايعوا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) في هذه الليلة ، وكانوا سبعين ألفاً ، وفرغوا من بيعته عند انشقاق الفجر . |
﴿ ٢١ ﴾