١٢

{ وجَزاهم بما صَبروا } يحتمل وجهين :

أحدهما : بما صبروا على طاعة اللّه .

الثاني : بما صبروا على الوفاء بالنذر .

{ جَنَّةً وحريراً } فيه وجهان :

أحدهما : جنة يسكنونها ، وحريراً يلبسونه .

الثاني : أن الجنة المأوى ، والحرير أبد العيش في الجنة ، ومنه لبس الحرير ليلبسون من لذة العيش .

واختلف فيمن نزلت هذه الآية على قولين :

أحدهما : ما حكاه الضحاك عن جابر أنها نزلت في مطعم بن ورقاء الأنصاري نذر نذراً فوفاه .

الثاني : ما حكاه عمرو عن الحسن أنها نزلت في علي وفاطمة . . . رضي اللّه عنهما - وذلك أن علياً وفاطمة نذرا صوماً فقضياه ، وخبزت فاطمة ثلاثة أقراص من شعير ليفطر علّي على أحدها وتفطر هي على الآخر ، ويأكل الحسن والحسين الثالث ، فسألها مسكين فتصدقت عليه بأحدها ، ثم سألها يتيم فتصدقت عيله بالآخر ، ثم سألها أسير فتصدقت عليه بالثالث ، وباتوا طاوين .

﴿ ١٢