٧

{ أيَحْسَب أنْ لَنْ يَقْدِر عليه أحَدٌ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : أيحسب الإنسان أن لن يقدر عليه اللّه أن يبعثه بعد الموت ، قاله السدي .

الثاني : أيحسب الإنسان أن لن يقدر عليه أحد بأخذ ماله ، قاله الحسن .

الثالث : أيحسب أن لن يذله أحد ، لأن القدرة عليه ذل له .

{ يقولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً } فيه وجهان :

أحدهما : يعني كثيراً .

الثاني : مجتمعاً بعضه على بعض ، ومنه سمي اللّبْد لاجتماعه وتلبيد بعضه على بعض .

ويحتمل ثالثاً : يعني مالاً قديماً ، لاشتقاقه من الأبد ، أو للمبالغة في قدمه من عهد لَبِد ، لأن العرب تضرب المثل في القدم بلبد ، وذكر قدمه لطول بقائه وشدة ضَنِّه به .

وقيل إن هذا القائل أبو الشد الجمحي ، أنفق مالا كثيراً في عداوة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) والصد عن سبيل اللّه ، وقيل بل هو النضر بن الحارث .

وهذا القول يحتمل وجهين :

أحدهما : أن يكون استطالة بما أنفق فيكون طغياناً منه .

الثاني : أن يكون أسفاً عليه ، فيكون ندماً منه .

{ أيحْسَبُ أن لم يَرَهُ أَحَدٌ } فيه وجهان :

أحدهما : أن لم يره اللّه ، قاله مجاهد .

الثاني : أن لم يره أحد من الناس فيما أنفقه ، قاله ابن شجرة .

ويحتمل وجهاً ثالثاً : أيحسب أن لم يظهر ما فعله أن لا يؤاخذ به ، على وجه التهديد ، كما يقول الإنسان لمن ينكر عليه فعله ، قد رأيت ما صنعت ، تهديداً له فيكون الكلام على هذا الوجه وعيداً ، وعلى ما تقدم تكذيباً .

﴿ ٧