٤ وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ يعنى القران وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ من التورية و الإنجيل و سائر الكتب المنزلة على الأنبياء عليهم الصلاة و السلام- هم المؤمنون من اهل الكتاب- كذا اخرج ابن جرير عن ابن مسعود و ابن عباس رضى اللّه عنهما- فعلى هذا الآيتان تفصيل للمتقين- او المراد بهم هم الأولون من قبيل قوله شعر الى الملك القوم و ابن الهمام- و ليت الكتيبة في المزدحم- على معنى انهم الجامعون بين الايمان بما يدركه العقل جملة و إتيان الشرائع و بين الايمان بما لا طريق اليه غير السمع او من قبيل عطف الخاص على العام كقوله تعالى تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ- تعظيما لشأنهم- روى الشيخان عن ابى موسى الأشعري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلثة لهم أجران رجل من اهل الكتاب أمن بنبيه و أمن بمحمد الحديث- و الانزال نقل الشي ء من الأعلى الى الأسفل و يلحق المعاني بتوسط لحوقه الذوات الحاملة لها كجبرئيل- او المراد العلو و السفل في الرتبة انزل من علم اللّه تعالى الى علم البشر يقصر ابو جعفر و ابن كثير و يعقوب و السوسي كل مد وقع بين كلمتين و قالون و الدوري يمد و يقصر و الباقون بمدونها و لذا سمى هذا المد المنفصل مدا جائزا بخلاف المتصل الواقع في كلمة واحدة نحو السّماء فانهم اتفقوا على مده فيسمى واجبا لكنهم اختلفوا في مقدار المتصل و المنفصل فابن كثير و ابو عمرو و قالون يمدون على قدر ثلث حركات و ابن عامر و الكسائي على قدر اربع حركات و عاصم على قدر خمس حركات و ورش و حمزه على قدر ست حركات هذا في المد الذي يقع بعد المدة همزه- اما إذا وقع بعده ساكن نحو وَ لَا الضَّالِّينَ و الم فجميع القراء اتفقوا على مده على قدر ست حركات و يسمى مدا لازما- الا إذا كان الساكن لعارض الوقف فاتفقوا على ان القاري مخير في مده على قدر حركتين او اربع حركات اوست حركات و فيما كان الساكن في الأصل مضموما نحو نَسْتَعِينُ يمدونها الى سبع «١» حركات- و اللّه اعلم- (١) لا فرق عند القراء في المضموم و غيرها وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) اى بالدار الاخرة سميت الدنيا لدنوّها- و الاخرة لتاخرها فهما صفتان في الأصل غلبتهما الاسمية فصارا اسمين- و الإيقان إتقان العلم بنفي الشك عنه نظرا و استدلالا- فلا يسمى اللّه موقنا- قرا ورش بنقل حركت الهمزة الى اللام و حذف الهمزة و كذلك كل ما وقع الهمزة أول كلمة- و السابق عليه حرف ساكن غير مدولين من اخر كلمة اخرى فانه يلقى حركت الهمزة على الساكن قبلها و يحذفها سواء كان الساكن نون تنوين او لام تعريف او غير ذلك نحو مِنْ شَيْ ءٍ إِذْ كانُوا- و مُبِينٌ أَنِ اعْبُدُوا- و كُفُواً أَحَدٌ- و بِالْآخِرَةِ الْأَرْضِ- الْأُولى - و استثنى اصحاب يعقوب عن ورش من ذلك كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ- و اختلفوا فى الْآنَ في موضعين و عاداً الْأُولى - ثم ورش يمد مدّا قصيرا و متوسط او طويلا على هذه المدة- و كذا على كل مدة وقع بعد الهمزة سواء كانت الهمزة ثابتة نحو أمن- و أوحى- و إيمانا- او محذوفة بعد نقل الحركة نحو بالاخرة- و قل اوحى- و من أمن او مبدلة نحو هؤلاء الهة فقرا ورش هؤلاء يالهة بالابدال و المد او مسهلة نحو جاء ال- الا ياء إسرائيل تحرزا عن ثلث مدات في بنى إسرائيل- و بعضهم لا يرون لورش المد الا في الثابتة- و قرا حمزة من رواية خلف بالسكتة على اللام و كذا على كل ساكن غير مدة وقع اخر الكلمة و بعده همزة يسكت عليه سكتة لطيفة من غير قطع نحو من أمن- و هل اتيك- و عليهم ءانذرتهم ابني آدم و خلوا الى شيطينهم- الاخرة- الأرض- و عنه السكتة على لام التعريف و شى ء و شيئا لا غير- و قدم الضمير للحصر اى هم الموقنون بالاخرة دون غيرهم من اهل الكتاب لعدم مطابقة اعتقادهم الواقع حيث قالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً او نَصارى و نحو ذلك-. |
﴿ ٤ ﴾