٥٤ وَ إِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ الذين عبدوا العجل يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ أضررتم أنفسكم بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا فارجعوا إِلى بارِئِكُمْ اى من خلقكم بريّا من التفاوت و ميّز بعضكم عن بعض بصور و هيات مختلفة- و اصل التركيب لخلوص الشي ء من غيره اما على سبيل التقضي نحو برى ء المريض و المديون او الإنشاء نحو برا للّه آدم من الطين قرا ابو عمرو بارئكم في الحرفين و يأمركم- و يأمرهم- و ينصركم- و يشعركم باختلاس حركة الاعراب و قيل بالإسكان فيصير الهمزة ياء «١» على مذهبه و قرا الباقون بتمام الحركة (١) و المختار بل الصحيح عدم الابدال و اليه ذهب المحققون جميعا- ابو محمد [.....] و امال الكسائي بارئكم بالحرفين و البارئ المصوّر- و سارعوا- و يسارعون و يسارع حيث وقع و الجار في الموضعين و جبّرين في الموضعين و الجوار في الشورى و الرحمن و كورت و من انصارى الى اللّه في المكانين و كمشكوة في النور و قرا ورش الجار و الجبّارين بين بين- فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ اى ليقتل البري ء منكم المجرم تماما لتوبتكم- و يجوز ان يكون الفاء لتفسير التوبة يعنى فاقتلوا أنفسكم هذه توبتكم ذلِكُمْ اى القتل خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ لانه طهرة من الشرك و وصلة الى الحيوة الابدية و البهجة السرمدية- فلما أمرهم موسى بالقتل قالوا نصبر بامر اللّه- فجلسوا في الافنية محتبين و قيل من حل حبوته او مد طرفه الى قاتله- او اتقاه بيد او رجل فهو ملعون مردود توبته وسلت القوم عليهم الخناجر فكان الرجل يرى ابنه و أباه و أخاه و قريبه و صديقه فلم يمكنهم المضي لامر اللّه تعالى قالوا يا موسى كيف نفعل فارسل اللّه ضبابة يعنى بخارا متصاعدا من الأرض او سحابة سوداء لا يبصر بعضهم بعضا و كانوا يقتلون الى المساء فلما كثر القتل دعا موسى و هارون و بكيا و تضرعا و قالا يا رب هلكت بنوا إسرائيل فكشف اللّه السحابة و أمرهم ان يكفوا عن القتل فتكشف عن ألوف من القتلى- روى عن على انه قال كان عدد قتلى سبعين الفا فاشتد ذلك على موسى فاوحى اللّه تعالى اليه اما يرضيك ان ادخل القاتل و المقتول في الجنة و كان من قتل منهم شهيدا و من بقي مكفرا عنه ذنوبه فَتابَ عَلَيْكُمْ فتجاوز عنكم متعلق بمحذوف- فان كان من كلام موسى فتقديره ان فعلتم القتل فقد تاب اللّه عليكم- و الا فتقديره على طريقة الالتفات من الغيبة الى الخطاب ففعلتم ما أمرتم به فتاب عليكم- إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ القابل للتوبة يكثر قبولها او يكثر توفيق التوبة الرَّحِيمُ (٥٤). |
﴿ ٥٤ ﴾