٩٣

وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَ رَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ و

قلنا لهم

خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَ اسْمَعُوا يعنى استجيبوا و أطيعوا سميت الطاعة و الاستجابة سمعا إطلاقا للسبب على المسبب

قالُوا سَمِعْنا قولك وَ عَصَيْنا أمرك قال اهل المعاني انهم لم يقولوا هذا بألسنتهم و لكن لمّا تلقوه بالعصيان نسب ذلك الى القول قلت و هو الظاهر فانهم لو قالوا ذلك لم يرفع عنهم الطور-

وَ أُشْرِبُوا يعنى تداخل كما يتداخل الصبغ الثوب

فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ اى حبه بِكُفْرِهِمْ اى بسبب كفرهم- و ذلك انهم لفرط حماقتهم كانوا مجسمة او حلولية و لم يروا جسما اعجب منه فتمكن في قلوبهم ما سوّل لهم السّامرىّ

قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ بالتورية و المخصوص محذوف يعنى هذا الأمر او ما تفعلون من القبائح الظاهرة القباحة المذكورة في الآيات الثلث

إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩٣) تقدير للقدح في دعواهم و الجواب محذوف يدل عليه ما قبله تقديره ان كنتم مؤمنين بالتورية فبئسما يأمركم به ايمانكم بها هذا الأمر لان المؤمن لا يتعاطى الا ما يقتضيه إيمانه لكن الايمان لا يأمر به فلستم بمؤمنين بها او ان كنتم مؤمنين بالتورية ما فعلتم تلك القبائح لكنكم فعلتم فلستم بمؤمنين- و لما كانت اليهود يدّعون دعاوى باطلة مثل قولهم لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ- و لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً او نَصارى - و نَحْنُ أَبْناءُ اللّه وَ أَحِبَّاؤُهُ كذّبهم اللّه تعالى بقوله.

﴿ ٩٣