٧٣ وَ لا تُؤْمِنُوا عطف على أمنوا بالّذى انزل يعنى لا تؤمنوا حقيقة الايمان بمواطاة القلب و لا تصدقوا لاحد إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ اى لاهل دينكم- او المعنى لا تظهروا ايمانكم وجه النهار الا لمن كان على دينكم قبل ذلك فان رجوعهم أرجى و أهم- و جاز ان يكون لا تؤمنوا بيانا لا كفروا و المعنى و اكفروا اخر النهار و لا تؤمنوا اخر النهار الا لاهل دينكم قُلْ يا محمد للكفار إِنَّ الْهُدى الذي اعطى المسلمين هُدَى اللّه لا تستطيعون ان تطفؤا نور اللّه بأفواهكم و اللّه متم نوره فلا يضر المؤمنين مكركم- او المعنى قل يا محمد لنفسك و للمؤمنين انّ الهدى هدى اللّه لا يضركم كيد كائد أَنْ يُؤْتى قرا ابن كثير بالمد «١» على الاستفهام و الباقون بلا مد على الخبر- متعلق بمحذوف يعنى مكرتم ذلك المكر حسدا او امكرتم لان يؤتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ من الكتاب و الحكمة أَوْ يُحاجُّوكُمْ عطف على يؤتى منصوب بان و الضمير المرفوع عائد الى أحد و هو و ان كان مفردا لفظا لكنه جمع معنى بمعونة المقام لانه فى حيز النفي او الاستفهام يعنى او مكرتم لان يغلبكم أحد عِنْدَ رَبِّكُمْ يوم القيامة لكونهم على الهدى دونكم يعنى ان الحسد حملكم على ذلك المكر و لا ينبغى ذلك المكر و الحسد و جاز ان يكون ان يؤتى متعلقا بلا تؤمنوا و على هذا ثلاث تأويلات أحدها ان يكون اللام فى لمن تبع دينكم زائدة كما فى قوله تعالى ردف لكم اى ردفكم و المستثنى منه أحد فاعل يؤتى و المستثنى مقدم عليه و او فى او يحاجّوكم بمعنى الواو لكونه فى حيز النفي نحو لا تطع منهم اثما او كفورا و المعنى لا تصدقوا و لا تقرّوا بان يؤتى أحد مثل ما أوتيتم الا من تبع دينكم و لا تصدقوا بان يغلبكم أحد عند ريكم- ثانيها ان يكون اللام للانتفاع او زائدة و الاستثناء مفرغ واحد فى قوله تعالى ان يؤتى أحد مظهر موضع المضمر ابرز لحذف المرجع من الصدر و المعنى لا تصدقوا أحدا او لا تقروا (١) اى بالهمزتين محققة و مسهلة و الباقون بهمزة واحدة محققة- ابو محمد عفا اللّه عنه. لاحد اى فى حق أحد الا لمن تبع دينكم يعنى الا من تبع دينكم او الا فى حق من تبع دينكم بان يؤتى ذلك الأحد مثل ما أوتيتم او بان يغلبكم أحد عند ربكم لانكم أصح دينا هذا على قراءة الجمهور و اما على قراءة ابن كثير فمعناه أ تصدقون و تقرون بان يؤتى أحد مثل ما أوتيتم او يحاجوكم عند ربكم لا ينبغى ذلك الإقرار و التصديق منكم و هذا معنى قول مجاهد و ثالثها ان تكون لا تؤمنوا بمعنى لا تظهروا و اللام صلة و المعنى لا تظهروا ايمانكم بان يؤتى أحد مثل ما أوتيتم او يحاجوكم عند ربكم الا لمن تبع دينكم يعنى إلا خفية لاشياعكم و لا تفشوه الى المسلمين كيلا يزيد ثباتهم و لا الى المشركين كيلا يدعوهم الى الإسلام- و معناه على قراءة ابن كثير ا تظهرون عند غيركم ان يؤتى أحد مثل ما أوتيتم او يحاجوكم عند ربكم لا ينبغى ذلك الإظهار- و على هذه التأويلات جملة قل انّ الهدى هدى اللّه معترضة لبيان ان كيدهم لا يفيدهم و لا يضر بالمسلمين و على قراءة الجمهور جاز ان يكون ان يؤتى خبر انّ على ان هدى اللّه بدل عن الهدى و او فى او يحاجّوكم بمعنى حتى و المعنى ان هدى اللّه الإيتاء لمن شاء من أحد مثل ما أوتيتم من الكتاب حتى يغلبوكم يوم القيامة عند ربكم- و قيل معناه قالت اليهود لسفلتهم لا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم ان يؤتى اى لئلا يؤتى كما فى قوله تعالى يبيّن اللّه لكم ان تضلّوا اى لئلا تضلوا يعنى لا تصدقوهم لئلا يعلموا مثل ما علمتم فيكون لكم الفضل عليهم بالعلم و لئلا يحاجوكم عند ربكم فيقولوا عرفتم ان ديننا حق و لم تؤمنوا و هذا معنى قول ابن جريح و هو ابعد التأويلات قُلْ يا محمد لليهود إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّه لا بايديكم يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ و قد اتى محمدا صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه وَ اللّه واسِعٌ الفضل عَلِيمٌ (٧٣) بمن هو اهل له. |
﴿ ٧٣ ﴾