٩٥

قُلْ يا محمد صَدَقَ اللّه فى قوله انّ اولى النّاس بإبراهيم للّذين اتّبعوه و هذا النّبىّ و الّذين أمنوا و كذب اليهود و النصارى فى ادعائهم انهم على دين ابراهيم و انه كان هودا او نصارى فَاتَّبِعُوا يا هؤلاء الذين يبتغون دين ابراهيم مِلَّةَ إِبْراهِيمَ يعنى الإسلام دين محمد و أمته فانه هو ملة ابراهيم اما بناء لكمال مشابهته به او لانه هو ملته فى زمنه- و لم يقل فاتّبعوا ابراهيم لان الواجب اتباع هذا الدين من حيث انه يتبع محمدا صلى اللّه عليه و سلم لا من حيث انه يتبع ابراهيم إذ لم يكن محمد صلى اللّه عليه و سلم مثل أنبياء بنى إسرائيل الذين بعثوا لتبليغ شريعة موسى - و الملة كالدين اسم لما شرع اللّه لعباده على لسان الأنبياء ليتوصلوا بها الى مدارج القرب و صلاح الدارين و الفرق بينه و بين الدين ان الملة لا يضاف الا الى النبي الذي يسند اليه و لا يضاف الى اللّه و لا الى احاد الامة و لا يستعمل الا فى جملة الشرائع دون احاده فلا يقال ملة اللّه و لا ملتى و لا ملة زيد و لا يقال للصلوة ملة اللّه كما يقال دين اللّه- و اصل الملة من أمللت الكتاب كذا فى الصحاح حَنِيفاً حال من ابراهيم اى مائلا من الأديان الباطلة الى الدين الحق- و الاولى ان يقال مائلا من الافراط و التفريط الى الاعتدال فانه كان فى دين اليهود الافراط و الشدة و فى دين النصارى التفريط وَ ما كانَ ابراهيم مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٩٥) تعريض على اليهود و النصارى فانهم كانوا يشركون و مع ذلك كانوا يدعون انهم على دين ابراهيم

قال البغوي قالت اليهود للمسلمين بيت المقدس قبلتنا أفضل من الكعبة و اقدم و هو مهاجر الأنبياء و قال المسلمون بل الكعبة أفضل فانزل اللّه تعالى.

﴿ ٩٥