١٢٠ إِنْ تَمْسَسْكُمْ ايها المؤمنون حَسَنَةٌ نعمة من ظهور الإسلام و غلبتكم على عدوكم و نيل الغنيمة و خصب فى المعاش تَسُؤْهُمْ تحزنهم ذلك حسدا و فى لفظا المس اشعار الى انهم يحزنون على ادنى حسنة أصابتكم وَ إِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ اى ما يسوءكم من إصابة عدو منكم او حدب او نكبة يَفْرَحُوا بِها شماتة بما أصابكم الجملة الشرطية بيان لتناهى عداوتهم متصلة بالشرطية السابقة و بينهما اعتراض وَ إِنْ تَصْبِرُوا على إذا هم او على المصائب كلها او على مشاق التكليف وَ تَتَّقُوا موالاتهم و غيرها مما حرم اللّه عليكم لا يَضُرُّكُمْ قرا اهل الكوفة و الشام بضم الضاد و الراء من الضرر مجزوم فى جواب الشرط و ضمة الراء للاتباع كضمة مد و اهل الحرمين و البصرة بكسر الضاد و سكون الراء للجزم من ضار يضير الأجوف كَيْدُهُمْ يعنى قصد الكفار اضراركم على سبيل الإخفاء شَيْئاً من الضر يعنى لا يضركم كيدهم بفضل اللّه و حفظه الموعود للصابرين و المتقين و لان المجد فى الأمر المتدرب بالاتقاء و الصبر يكون قليل الانفعال جريّا على الخصم و لان المؤمن يرجو فى المصيبة ثوابها الموعود فيفرح بها أشد مما يفرح فى النعمة و العاشق بعلمه ان ما أصابه انما هو من محبوبه يلتذّ بالمصيبة اكثر مما يلتذّ بالنعمة لان مراد المحبوب ألذّ عنده من مراد نفسه عن ابن عباس قال كنت خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما فقال يا غلام احفظ اللّه يحفظك احفظ اللّه تجده تجاهك و إذا سالت فاسئل اللّه و إذا استعنت فاستعن باللّه و اعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشى ء لم ينفعوك الا بشى ء قد كتبه اللّه لك و لو اجتمعوا ان يضروك بشى ء لم يضروك الا بشى ء قد كتبه اللّه عليك رفعت الأقلام و جف الصحف- رواه احمد و الترمذي و قال حسن صحيح و عن ابى ذر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انى لا علم اية لو أخذ الناس بها لكفتهم وَ مَنْ يَتَّقِ اللّه يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ رواه احمد و ابن ماجة و الدارمي و عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال ربكم عز و جل لو ان عبيدى أطاعوني لاسقيت عليهم المطر بالليل و اطلعت عليهم الشمس بالنهار و لم أسمعهم صوت الرعد- رواه احمد و عن صهيب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عجبا لامر المؤمن ان امره له كله خير و ليس ذلك لاحد الا للمؤمن ان أصابته سراء شكر فكان خيرا له و ان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له رواه مسلم إِنَّ اللّه بِما يَعْمَلُونَ اى الكفار من اضرارهم بالمؤمنين مُحِيطٌ (١٣) بعلمه فيجازيهم عليه و يحفظكم عن اضرارهم ان شاء و يجازيكم على الضراء ان أراد بكم. |
﴿ ١٢٠ ﴾