١٥٦ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا يعنى المنافقين عبد اللّه بن ابى و أصحابه فانه من تشبه بقوم فهو منهم رواه ابو داود عن ابن عمر مرفوعا و الطبراني عن حذيفة مرفوعا لا سيما إذا كان وجه المشابهة موجبا للكفر كما فى ما نحن فيه فان ذلك القول انكار للقدر و هو كفر وَ قالُوا كلمة قالوا صيغة ماض لكنه بمعنى الاستقبال بدليل جعل ظرفه إذا دون إذ و إذا للمستقبل و ان دخل على الماضي و انما أورد صيغة الماضي لتدل على تحققه قطعا كما فى قوله تعالى إذا السّماء انشقّت لِإِخْوانِهِمْ فى النسب او فى النفاق قال بعض المفسرين يعنى قالوا لاجل إخوانهم و فيهم لان قولهم لو كانوا عندنا ما ماتوا و ما قتلوا يدل على انهم لم يكونوا مخاطبين قلت و جاز ان يكون جعل القول لاخوانهم باعتبار بعضهم الحاضرين و ضمير لو كانوا إليهم باعتبار بعضهم المقتولين او الأموات و الاسناد الى الجميع باعتبار البعض شائع و تفسير الاخوة باخوة النفاق لا بتصور الا فى المخاطبين و الا فالذين كانوا غزّى لم يكونوا منافقين غالبا إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ اى ذهبوا فيها و أبعدوا للتجارة او غيرها و إذا متعلق بقالوا و يعتبر ذلك الزمان ممتدا وقع فيه الضرب و الموت و القول- قال البيضاوي و كان حقه إذ لقوله قالوا لكنه جى ء على حكاية الحال الماضي و اعترض عليه بان الماضي مع إذا كلمة استقبال لا يكون للحال فكيف يصح حكاية عن الحالة الماضية بفرض وجود ذلك الزمان الان او بفرضك متكلما فى الماضي فالاولى ما قلنا ان قالوا للاستقبال أَوْ كانُوا غُزًّى جمع غازى كعاف و عفّى يعنى كانوا على سفر او غزّى فماتوا او قتلوا لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَ ما قُتِلُوا مقولة قالوا- و انما قالوا ذلك لعدم ايمانهم بالقدر فكذلك القدرية لِيَجْعَلَ اللّه اللام للعاقبة كما فى قوله تعالى ليكون لهم عدوّا و حزنا ذلِكَ الاعتقاد الذي دل عليه القول حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ قوله ليجعل اما متعلق بقالوا فالمعنى يصير عاقبة قولهم و اعتقادهم ذلك حسرة و اما متعلق بلا تكونوا و المعنى لا تكونوا مثلهم فى النطق بهذا القول و الاعتقاد و ذلك اشارة الى ما دل عليه النهى و المعنى لا تكونوا مثلهم ليجعل اللّه انتفاء كونكم مثلهم حسرة فى قلوبهم فان مخالفتكم إياهم يغمهم وَ اللّه يُحْيِي وَ يُمِيتُ لا تأثير للسفر و الجهاد فى الموت و لا لضدهما فى الحيوة فانه قد يموت المقيم القاعد دون المسافر الغازي وَ اللّه بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١٥٦) تهديد للمؤمنين على مما ثلتهم على قراءة الخطاب و قرا ابن كثير و حمزة و خلف ابو محمدو الكسائي يعملون بالياء على الغيبة على انه وعيد للذين كفروا. |
﴿ ١٥٦ ﴾