٤١

فَكَيْفَ خبر مبتدا محذوف يعنى كيف هؤلاء الكفار و الاستفهام للتهويل و الفاء للتفريع على مفهوم ما سبق يعنى إذا علمت ان اللّه لا يظلم على أحد بل يأخذ لكلّ صاحب حق حقه ممن ظلمه و لا يترك منه شيئا فكيف حال هؤلاء الذين لم يؤدّوا حقوق اللّه و حقوق العباد إِذا جِئْنا متعلق بالتهويل المستفاد من الاستفهام مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ يعنى نبى ذلك الامة يشهد عليهم بما عملوا من خير او شرّ و ما أجابوه و ما كذبوه وَ جِئْنا بِكَ يا محمد عَلى هؤُلاءِ يعنى أمتك امة الدعوة شَهِيداً (٤١) يشهد النبي صلى اللّه عليه و سلم مكى جميع الامة من رآه و من لم يره اخرج ابن المبارك عن سعيد بن المسيّب قال ليس من يوم الّا و تعرض على النبي صلى اللّه عليه و سلم أمته غدوة و عشية فيعرفهم بسيماهم و أعمالهم فلذلك يشهد عليهم و روى البخاري عن ابن مسعود قال قال لى النبي صلى اللّه عليه و سلم اقرأ علىّ قلت يا رسول اللّه اقرأ عليك و عليك انزل قال نعم فقرات سورة النساء حتى إذا أتيت هذه الاية فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً قال حسبك الان فالتفت اليه فاذا عيناه تذر فان و قيل المشار اليه بهؤلاء الأنبياء فانهم يشهدون على الأمم و النبي صلى اللّه عليه و سلم يشهد على صدقهم و قيل المشار اليه مؤمنوا هذه الامة يشهدون للانبياء على الأمم و النبي صلى اللّه عليه و سلم يصدّقهم و يزكيهم و قد ذكرنا شهادتهم على الأمم فى البقرة فى تفسير قوله تعالى لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ.

﴿ ٤١