|
٥٦ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كالبيان و التقرير لما سبق كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ اى احترقت بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها بان يعاد ذلك الجلد بعينه على صورة اخرى كقولك بدلت الخاتم قرطا او بان يزال عنه اثر الإحراق ليعود إحساسه بالعذاب و هو المعنى من قول ابن عبّاس يبدلون جلودا بيضاء كامثال القراطيس ذكر عنه البغوي و كذا اخرج ابن ابى خاتم فى الاية عن ابن عمر و اخرج الطبراني و ابن ابى حاتم و ابن مردوية عن ابن عمر قال قرئ عند عمر هذه الاية فقال معاذ عندى تفسيرها يبدل فى ساعة مائة مرة فقال هكذا سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و فى رواية أبيّ مكان معاذ و اخرج ابن مردوية و ابو نعيم فى الحلية من وجه اخر بلفظ تبدل فى الساعة الواحدة عشرون و مائة مرة و أخرجه البيهقي من وجه ثالث بلفظ تحرق و تجدد فى مقدار ساعة ستة آلاف مرة و اخرج البيهقي عن الحسن فى الاية قال تأكل النار كل يوم سبعين الف مرة كلما أكلتهم قيل لهم عودوا فيعودون كما كانوا- و اخرج ابن ابى الدنيا عن حذيفة ان فى جهنم سباعا من نار و كلابا من نار و كلاليب من نار و سيوفا من نار و انه يبعث ملائكة يعلقون اهل النار بتلك الكلاليب بأحقابهم و يقطعونهم بتلك السيوف عضوا عضوا و يلقونهم الى تلك السباع و الكلاب كلما قطعوا عضوا عاد مكانه عضو جديد قلت يعنى عضوا جديدا من اجزاء العضو السّابق جلدا جديدا من اجزاء الجلد السّابق و قيل يخلق مكانه جلدا اخر و العذاب فى الحقيقة للنفس العاصية المدركة لالالة إدراكها فلا محذور، قال عبد العزيز بن يحيى ان اللّه عز و جل يلبس اهل النار جلودا لا تألم فيكون زيادة عذاب عليهم كلما احترق جلد بدلهم جلدا غيره كما قال سرابيلهم من قطران فالسّرابيل تؤلمهم و هى لا تألم لِيَذُوقُوا اى ليدوم لهم «١» ذوق الْعَذابَ اسناد الذوق الى الكفار دون الجلود يؤيد قول عبد العزيز و من قال ان (١) فى الأصل له-. العذاب للنفس العاصية و اللّه اعلم- عن ابى هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال ما بين منكبى الكافر مسيرة ثلاثة ايام للراكب المسرع رواه البخاري و مسلم و عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ضرس الكافر مثل أحد و غلظ جلده مسيرة ثلاث رواه مسلم، و اخرج ابن المبارك عنه بلفظ ضرس الكافر يوم القيامة أعظم من أحد يعلمون لتمتلى جهنم منهم و ليذوقوا العذاب و عند الترمذي و البيهقي فخذه مثل البيضاء و مقعده من جهنم ما بين مكة و المدينة و غلظ جلده اثنان و أربعون ذراعا و عند احمد و الترمذي و الحاكم و صححه و البيهقي عرض جلده سبعون ذراعا و عضده مثل البيضاء و فخذه مثل ورقان، و عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال يعظم اهل النار فى النار حتى ان بين شحمة اذن أحدهم الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام و ان غلظ جلده سبعون ذراعا و ان فرسه مثل أحد و اخرج الترمذي و البيهقي و هنا دعنه مرفوعا ان الكافر ليجر لسانه الفرسخين و عند الترمذي الفرسخ و الفرسخين و اخرج احمد و الحاكم عن ابن عباس بين شحمة اذن أحدهم و بين عاتقه مسيرة أربعين خزيفا يجرى فيه اودية من القيح و الدم قيل انهار قال لابل اودية إِنَّ اللّه كانَ عَزِيزاً لا يمتنع عليه ما يريده حَكِيماً (٥٦) يعاقب على وفق حكمته. |
﴿ ٥٦ ﴾