|
١٦٢ لكِنِ «١» الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ (١) اخرج ابن إسحاق و البيهقي فى الدلائل عن ابن عباس قال نزلت فى عبد اللّه بن سلام و أسيد بن شعبة و ثعلبة بن شعبة حين فارقوا يهودا و اسلموا منه رحمه اللّه-. اى من اهل الكتاب كعبد اللّه بن سلام و أصحابه مؤمنى اهل الكتاب الثابتون على ما هو مقتضى العلم بالكتاب وَ الْمُؤْمِنُونَ يعنى اصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم من المهاجرين و الأنصار او المعنى و المؤمنون منهم و المراد بهم و بالراسخون واحد و الراسخون مبتدأ خبره يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ اى القران وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يعنى سائر الكتب المنزلة على الرسل وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ قال البغوي حكى عن عائشة و ابان بن عثمان انه غلط من الكاتب ينبغى ان يكتب و المقيمون الصلاة و كذلك قوله تعالى فى سورة المائدة إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هادُوا وَ الصَّابِئُونَ و قوله تعالى إِنْ هذانِ لَساحِرانِ قالوا ذلك خطأ من الكاتب و قال عثمان ان فى المصحف لحنا سيقيمه العرب بألسنتها فقيل له الا تغيره فقال دعوه فانه لا يحل حراما و لا يحرم حلالا، و الصحيح انّ هذا القول سهو من القائلين عفا اللّه تعالى عنهم و انعقد الإجماع على انه هو الحق الصحيح فاختلفوا فى توجيهه فقيل هو نصب على المدح لبيان فضل الصلاة تقديره امدح المقيمين و قيل منصوب بتقدير اعنى المقيمين الصلاة- و هم المؤتون الزكوة و قيل انه منصوب على التوهم لان السابق كان مقام لكن المثقلة وضع موضعه المخففة و قيل موضعه خفض معطوف على ما انزل إليك معناه يؤمنون بما انزل إليك و بالمقيمين الصلاة يعنى الأنبياء وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ عطف على الراسخون او مبتدا خبره أولئك وَ الْمُؤْمِنُونَ بِاللّه وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ عطف على المؤتون قدم عليه الايمان بالأنبياء و الكتب و ما يصدقه من الصلاة و الزكوة لانه المقصود بسوق الاية فان اهل الكتاب كانوا يؤمنون باللّه و اليوم الاخر فى زعمهم و انما المقصود هاهنا تحريضهم على ما ليس لهم من الايمان و هو الايمان بالأنبياء و الكتب كلهم و جاز ان يكون المراد بالأول الايمان المجازى و بالثاني الايمان الحقيقي المترتب عليه و على إتيان الشرائع أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً (١٦٢) قرا حمزة سيؤتيهم يعنى اللّه تعالى بالياء على الغيبة و الباقون بالنون على التكلم- روى ابن إسحاق عن ابن عباس قال قال عدى بن زيد ما نعلم ان اللّه انزل على بشر من شى ء من بعد موسى فانزل اللّه تعالى. |
﴿ ١٦٢ ﴾