٨

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للّه شُهَداءَ على أنفسكم و احبتكم بِالْقِسْطِ بالعدل و الصدق وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا جرم يجرم بمعنى كسب كاجترم يقال جرم لاهله كذا فى القاموس و عدى بعلى بتضمين فعل يتعدى به كانه قيل و لا يحملنكم شدة بغضكم لقوم مشركين على ترك العدل فيهم فتعتدوا عليهم بكسب ما لا يحل لكم منهم كالمثلة و القذف و قتل النساء و نقض العهد تشفيا لما فى قلوبكم على مقتضى اهوائكم اعْدِلُوا امر بالعدل و هو ضد الجور بعد النهى عن تركه تأكيدا هُوَ اى العدل أَقْرَبُ لِلتَّقْوى اى اقرب الى التقوى من غيره فان التقوى عبارة عن وقاية نفسه و قواه الظاهرة و الباطنة عن إتيان ما كره اللّه فى الدنيا حتى يكون ذلك وقاية لنفسه عن عذاب اللّه و سخطه فى الاخرة و مرجع العدل و الجور الى حقوق الناس و رعاية حقوق الناس أهم و ادخل فى التقوى و لذلك قال هو اقرب للتقوى وَ اتَّقُوا اللّه فيما امر و نهى إِنَّ اللّه خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ فيجازيكم به فيه وعد و وعيد و تكرير هذا الحكم اما لاختلاف السبب كما قيل الاولى نزلت فى المشركين و هذه فى اليهود او لمزيد الاهتمام بالعدل و المبالغة فى اطفاء نائرة العقب.

﴿ ٨