١٠

وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ يعنى لا يفارقونها هذا من قبيل عطف المعمولين على المعمولين السابقين على تقدير كون جملة لهم مغفرة فى موضع النصب على المفعولية و المعنى وعد اللّه المؤمنين بهذا القول و الكافرين بهذا القول و جاز ان يكون الموصول مبتدأ خبره أولئك اصحاب الجحيم و الجملة معطوفة على الجملة الاسمية السابقة و كلاهما مفعول ثان لوعد يعنى ان اللّه وعد المؤمنين بمغفرتهم و إهلاك أعدائهم و جاز ان يكون الذين كفروا معطوفا على الذين أمنوا و موعودهم محذوف يدل عليه أولئك اصحب الجحيم على تقدير حذف مفعول وعد فى الاول و جعل جملة لهم مغفرة مستانفة دليلا على المحذوف و يجوز ان يكون هذا كلاما مستانفا و الواو للاستيناف و من عادته سبحانه ذكر حال أحد الفريقين بعد ذكر الفريق الاخر لا تمام مقام الدعوة و اللّه اعلم-

قال البغوي قال مجاهد و عكرمة و الكلبي و ابن بشار عن رجاله انه بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المنذر بن عمر و الساعدي و هو أحد نقباء ليلة العقبة فى ثلثين ركبا من المهاجرين و الأنصار الى بنى عامر بن صعصعة فخرجوا و لقوا عامر بن الطفيل على بيرمعونة و هى من مياه بنى عامر و اقتتلوا فقتل المنذر و أصحابه الا ثلثة نفر كانوا فى طلب ضالة لهم أحدهم عمرو بن امية الضميري فلم يرعهم الا و الطير تحوم فى السماء يسقط من بين خراطيمها علق الدم فقال أحد النفر قتل أصحابنا ثم تولى يشتد حتى لقى رجلا فاختلفا ضربتين فلما خالطته الضربة رفع راسه الى السماء و فتح عينيه و قال اللّه اكبر الجنة و رب العلمين و رجع صاحباه فلقيا رجلين من بنى سليم و بين النبي صلى اللّه عليه و سلم و بين قومهما موادعة فانتسبا لهما ال بنى عامر فقتلاهما و قدم قومهما الى النبي صلى اللّه عليه و سلم يطلبون الدية فخرج النبي صلى اللّه عليه و سلم و ابو بكر و عمر و عثمان و على و طلحة و عبد الرحمن بن عوف حتى دخلوا على كعب ابن الأشرف و بنى النضير يستعينهم فى عقلهما و كانوا عاهدوا النبي صلى اللّه عليه و سلم على ترك القتال و على ان يعينوا فى الديات فقالوا نعم يا أبا القاسم قد ان لك ان تأتينا و تسالنا حاجة اجلس حتى نطعمك و نعطيك ما تسالنا فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فخلا بعضهم ببعض فقالوا انكم لم تجدوا محمدا اقرب منه الان فمن يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا فقال عمرو بن جحش انا فجاء الى رحا عظيمة ليطرحها عليه فامسك اللّه أيديهم و جاء جبرئيل و أخبره فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم راجعا الى المدينة ثم دعا عليّا و قال لا تبرح مقامك فمن خرج عليك من أصحابي فسألك عنى فقل توجه الى المدينة ففعل ذلك على حتى تناثلوا اليه ثم اتبعوه فانزل اللّه تعالى.

﴿ ١٠