٧٣

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللّه ثالِثُ ثَلاثَةٍ اى ثالث الهة ثلاثة يعنى المرقوسية و النسطورية القائلون بالأقانيم الثلاثة قيل المراد بالثلاثة اللّه يعنى مرتبة الذات و عيسى و هو عبارة عن صفة العلم على زعمهم و جبرئيل و هو عبارة عن صفة الحيوة على زعمهم و قيل الثلاثة هو اللّه و عيسى و مريم كما يدل عليه قوله تعالى للمسيح أ أنت قلت للناس اتخذوني و أمي الهين من دون اللّه وَ ما مِنْ إِلهٍ من مزيدة للاستغراق و اله فى محل الرفع على انه اسم ما و خبره محذوف اى ما اله فى الوجود اى ما فى الوجود و الإمكان العام اله واجب وجوده مستحق للعبادة من حيث وجوب وجوده و كونه مبدأ لوجود كل موجود يغائره إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ موصوف بالوحدانية متعال عن قبول الشركة لا فى ذاته و ماهيته و لا فى شى ء من صفاته وَ إِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ من كلمات الشرك و لم يوحدوا لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ من للبيان او للتبعيض بناء على ان الذين داموا على الكفر بعض منهم و وضع المظهر موضع المضمر تكريرا للشهادة على كفرهم و تنبيها على ان من دام على الكفر حتى مات فله عَذابٌ أَلِيمٌ و لذلك عقبه بقوله.

﴿ ٧٣