|
٧٥ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ يعنى هو منحصر فى صفة الرسالة ليست له صفة الالوهية كما زعمته النصارى خذلهم اللّه فالحصر إضافي بالنسبة الى ما يصفه به النصارى قَدْ خَلَتْ اى مضت مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ و هو يمضى ايضا الجملة صفة لرسول يعنى ما هو الا رسول من جنس الذين خلوا من قبله ممكن حادث جائز العدم خصه اللّه ببعض المعجزات كابراء الأبرص و الأكمه و احياء الموتى كما خص غيره بغير ذلك فان اللّه احيى على يد موسى عصاه و جعلها حية تسعى و ذلك اعجب من احياء الموتى و ان خلقه من غير اب فقد خلق آدم من غير اب و أم وَ أُمُّهُ صِدِّيقَةٌ يعنى كانت امرأة كسائر النساء فضلت على أكثرهن بكثرة الصدق و تصديق آيات اللّه و أنبيائه كما ينبغى كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ و يفتقران اليه كسائر الحيوانات بيّن اولا أقصى ما لهما من الكمال و بين انه لا يوجب الالوهية و ان كثيرا من الناس يشاركهما فى مثله ثم بين نقصهما و ما فيهما من امارة الحدوث و منافى الربوبية و كونهما من جملة المركبات الكائنة الفاسدة ثم تعجب ممن يدعى الربوبية لهما مع هذه الادلة الظاهرة فقال انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ الدالة على بطلان قولهم ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ كيف يصرفون عن استماع الحق و تأمله و ثم لتفاوت ما بين العجبين يعنى بياننا عجيب و اعراضهم عنها اعجب منه فانهم مع بداهة كونه من الحوادث اليومية الممكنة المفتقرة الى علة الإيجاد و الإبقاء لا يحكمون عليه بالإمكان و الحدوث و مع بون بعيد بين الرب و المربوب لما نظروا الى بعض صفاته الكاملة المستعارة من اللّه سبحانه حكموا عليه بالالوهيّة. |
﴿ ٧٥ ﴾