٧٩

كانُوا لا يَتَناهَوْنَ اى لا ينهى بعضهم بعضا عَنْ مُنكَرٍ يعنى عن معاودة منكرا و عن مثل منكر فَعَلُوهُ او المعنى عن منكر أرادوا فعله فان جريمة ترك النهى عن المنكر يقتضى عذاب كلهم أجمعين عن ابى بكر الصديق رضى اللّه عنه قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ان الناس إذا راوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك ان يعمهم اللّه بعقاب رواه الاربعة قال الترمذي حسن صحيح و صححه ابن حبان و لفظ النسائي القوم إذا راوا المنكر فلم يغيروه و فى لفظ لابى داؤد ما من قوم يعمل فيهم المعاصي و هم يقدرون على ان يغيروا فلم يغيروا او شك ان يعمهم اللّه العذاب و جاز ان يكون المعنى لا ينتهون عن منكر بل يصرون عليه من قولهم تناهى عن الأمر و انتهى عنه إذا امتنع منه لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ تعجب من سوء فعلهم مؤكد بالقسم ذمهم عن عبد الرحمن بن مسعود قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان فيمن قبلكم من بنى إسرائيل إذا عمل العامل منهم الخطية نهاه الناهي تعذيرا فاذا كانوا من الغد جالسه و أكله و شاربه كانه لم يره على الخطيئة بالأمس فلما راى اللّه تبارك و تعالى ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض و جعل منهم القردة و الخنازير و لعنهم على لسان داؤد و عيسى بن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون و الذي نفسى بيده لتامرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر و لتاخذن على يد السفيه و لتاطرن على الحق اطرا او ليضربن اللّه قلوب بعضكم على بعض و يلعنكم كما لعنهم رواه البغوي و رواه الترمذي و ابو داؤد من حديث عبد اللّه بن مسعود مرفوعا.

﴿ ٧٩