٩٤

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّه بِشَيْ ءٍ اى شى ء يسير ليس من العظائم التي يدحض الاقدام كالابتلاء ببذل الأنفس و الأموال مِنَ الصَّيْدِ يرسله إليكم صفة لشئ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَ رِماحُكُمْ صفة بعد صفة فكانت الوحوش «١» تغشاهم فى رحالهم بحيث يتمكنون من أخذها بايديهم و طعنها برماحهم لِيَعْلَمَ اللّه مَنْ يَخافُهُ متعلق بيبلوا فان ذلك الابتلاء انما هو لينميز الخائف من عقاب اللّه ممن لا يخافه فذكر العلم و أراد وقوع المعلوم و ظهوره او تعلق العلم او المعنى ليعلم خوف الخائف موجودا كما كان يعلمه قبل وجوده انه يوجد حتى ليثبه على عمله لا على علم نفسه فيه بِالْغَيْبِ اى متلبسا ذلك الخائف بالغيب يعنى غائبا من العذاب او من اللّه سبحانه يعنى يخافه و لم يره اخبر اللّه سبحانه بذلك الابتلاء ليكونوا اصبر على الانتهاء عن المعصية اعانة للمؤمنين فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ الابتلاء بالصيد فصاده او بعد ذلك الاخبار من اللّه سبحانه بالابتلاء فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ فانه لم يملك نفسه فى مثل ذلك الشي ء اليسير و لم يراع حكم اللّه فيه فكيف يملك نفسه فيما يكون النفس اليه أميل

قال البغوي روى عن ابن عباس انه قال يوسع جلد ظهره و بطنه جلدا او يسلب ثيابه ذكر البغوي ان رجلا يقال له ابو اليسر شدّ على حمار وحش فقتله فنزلت.

(١) اخرج ابن ابى حاتم عن مقاتل بن حبان قال نزلت هذه الاية فى عمرة الحديبية فكانت الوحش و الطير و الصيد تغشاهم فى رحالهم لم يروا مثله قط فنهاهم اللّه عن قتلها و هم محرمون يعلم اللّه من يحافه بالغيب ١٢.

﴿ ٩٤