١٠٠

قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ «١» وَ الطَّيِّبُ

(١) اخرج ابن ابى حاتم ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب ثنى يعقوب الإسكندر انى قال كتب الى عمر بن عبد العزيز بعض عماله ان الخراج قد انكسر فكتب اليه عمر ان اللّه يقول لا يستوى الخبيث و الطيب و لو أعجبك كثرة الخبيث فان استطعت ان تكون فى العدل و الإحسان و الإصلاح بمنزلة من كان قبلك فى الظلم و الفجور و العدول فافعل و لا قوة الا باللّه ١٢ منه.

لفظه عام فى نفى المساوات عند اللّه بين الردى من الاشخاص و الأعمال و بين جيدها رغب به فى صالح العمل و الحلال من المال وَ لَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فان العمل القليل الصّالح بالإخلاص خير من كثير بلا اخلاص و انفاق مال قليل حلال خير من الكثير الحرام عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من تصدق بعدل تمرة و لا يقبل اللّه الا الطيب فان اللّه يقبلها بيمينه و يربيها لصاحبه كما يربى أحدكم فلوه حتى يكون مثل الجبل متفق عليه و المخلصون و الصالحون من الناس خير عند اللّه من ملأ الأرض من الخبيثين عن سهل بن سعد قال مر رجل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال لرجل عنده جالس ما رأيك فى هذا فقال رجل من اشراف الناس هذا و اللّه حرى ان خطب ان ينكح و ان شفع ان يشفع قال فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم مر رجل فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما رأيك فى هذا فقال يا رسول اللّه رجل من فقراء المسلمين هذا حرى ان خطب ان لا ينكح و ان شفع ان لا يشفع و ان قال لا يسمع لقوله فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هذا خير من ملأ الأرض مثل هذا متفق عليه فَاتَّقُوا اللّه حتى تكونوا عند اللّه من الطيبين و اثروا الطيب و ان قل من العمل و المال على الخبيث و ان كثر

قال البغوي يعنى فاتقوا اللّه و لا تتعرضوا للحجاج و ان كانوا مشركين و قد مضت قصة شريح فى اوّل السورة يا أُولِي الْأَلْبابِ اصحاب العقول السليمة لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ع اى راجين ان تبلغوا الفلاح بالتقوى روى احمد و الترمذي و الحاكم عن على عليه السلام و ابن جرير مثله من حديث ابى هريرة و ابى امامة و ابن عباس انه لما نزلت و للّه على الناس حج البيت قالوا يا رسول اللّه فى كل عام فسكت قالوا يا رسول اللّه فى كل عام قال لا و لو قلت نعم لوجبت و فى رواية قال النبي صلى اللّه عليه و سلم ما يومنك ان أقول نعم و اللّه لو قلت نعم لوجبت و لو وجبت ما استطعتم فاتركونى ما تركتكم فانما هلك من كان قبلكم بكثرة سوالهم و اختلافهم على أنبيائهم فاذا أمرتكم بشئ فاتوا منه ما استطعتم و إذا نهيتكم عن شى ء فاجتنبوه فانزل اللّه تعالى عز و جل.

﴿ ١٠٠