١٠٢

قَدْ سَأَلَها «١» الضمير راجع الى الأشياء بحذف الجار اى عنها او الى المسألة التي دل عليها لا تسألوا «٢» فلم يعد بعن قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ

قال البيضاوي الظرف متعلق بسألها و ليس صفة لقوم لان ظرف الزمان لا يكون صفة الجثة و لا حالا منها و لا خبرا عنها و قيل فيه نظر لان الظرف يسند الى الجثة التي لا يتعين وجودها فيه نحو الهلال يوم الجمعة فيصح كونه صفة لقوم سأل بنو إسرائيل حين أمروا بذبح البقرة بما هى و ما لونها و ما هى فشق ذلك عليهم و سأل ثمود صالحا الناقة و قوم عيسى المائدة و سأل بنو إسرائيل بعد موسى ابعث لنا ملكا نقاتل فى سبيل اللّه مع جالوت ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها اى بمسبها كافِرِينَ حيث لم يأتمروا بما أمروا بعد سوالهم قال ابو ثعلبة الخشني ان اللّه فرض فرايض فلا تسبقوها يعنى بالسؤال و نهى عن أشياء فلا تنتهكوها وحد حدود أ فلا تعتدوها

(١) قال قتادة فى قراءة ابى بن كعب قد سألها قوم بنيت لهم فاصبحوا بها كافرين أخرجه ابن جرير و ابن المنذر و غيرهما ١٢ منه.

(٢) عن ابى هريرة ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرج و هو غضبان محمار وجهه حتى جلس على المنبر فقام اليه رجل فقال اين ابائى قال فى النار فقام اخر فقال من ابى فقال أبوك فلان فقام عمر بن الخطاب فقال رضينا باللّه ربا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيا و بالقران اماما انا يا رسول اللّه حديث عهد بالجاهلية و الشرك و اللّه اعلم من آبائنا فسكن غضبه و نزلت يا ايها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء الاية ١٢ منه.

و عفا عن أشياء بغير نسيان فلا تبحثوا عنها و روى البخاري عن قتادة عن انس بن مالك قال سألوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى احفوه بالمسألة فغضب فصعد المنبر فقال لا تسألونى اليوم عن شى ء إلا بينته لكم فجعلت انظر يمينا و شمالا فاذا كل رجل لان راسه فى ثوبه يبكى فاذا رجل كان إذا لاحى الرجال يدعى لغير أبيه فقال يا رسول اللّه من ابى قال حذافة ثم انشأ عمر فقال رضينا باللّه ربا و بالإسلام دينا و بمحمد رسولا نعوذ باللّه من الفتن فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما رايت فى الخير و الشر كاليوم قط انه صورت لى الجنة و النار حتى رايتهما وراء الحائط و كان قتادة يذكر عند هذا الحديث هذه الاية يا ايها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء الاية و قال يونس عن ابن شهاب أخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه قالت أم عبد اللّه بن حذافة لعبد اللّه بن حذافة ما سمعت بابن قط اعق منك امنت ان تكون أمك قد فارقت بعض ما تقارف نساء اهل الجاهلية فتفضحها على أعين الناس قال عبد اللّه بن حذافة و اللّه لو الحقنى بعبد اسود للحقته و روى ان عمر قال يا رسول اللّه انا حديث العهد بالجاهلية فاعف عنا يعف اللّه سبحانه عنك فسكن غضبه و روى البخاري ايضا عن ابن عباس قال كان قوم يسألون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم استهزاء فيقول الرجل من ابى و يقول الرجل ضلت ناقة اين ناقتى فانزل اللّه تعالى هذه الاية قال الحافظ ابن حجر لا مانع ان تكون نزلت فى الامرين و حديث ابن عباس فى ذلك أصح اسنادا قلت و قصة السؤال عن الحج فى كل عام أوفق بسياق الكتاب و انكانت الاية نزلت فى السؤال عن أبيه فمعنى لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم انه ان تبد لكم نسبكم الى غير أبيكم تفضحوا و تسؤكم

و قال مجاهد هذه الاية نزلت حين سألوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحام الا تراه ذكرها.

﴿ ١٠٢