|
١٠٣ ما جَعَلَ اللّه مِنْ بَحِيرَةٍ وَ لا سائِبَةٍ وَ لا وَصِيلَةٍ وَ لا حامٍ كلمة من زائدة يعنى ما شرع هذه الأشياء و وضع لها احكاما قال ابن عباس البحيرة الناقة التي ولدت خمسة ابطن كانوا بحروا اذنها اى شقوها و تركوا الحمل عليها و لم يركبوها و لم يجزوا وبرها و لم يمنعوها الماء و الكلاء فان كان خامس ولدها ذكرا نحروه و أكله الرجال و النساء و ان كان أنثى بحروا اذنها اى شقوها قال ابو عبيدة السائبة البعير الذي يسيب و ذلك ان الرجل من اهل الجاهلية إذا مرض او غاب له قريب نذر فقال ان شفانى اللّه او شفى مريضى أورد غائبى فناقتى هذه سائبة ثم تسيب فلا تحبس عن رعى و ماء و لا يركبها أحد فكانت بمنزلة البحيرة و قيل الناقة إذا نتجت ثنتى عشرة إناثا سيبت و لم يركب ظهرها و لم يجز و برها و لم يشرب لبنها الا ضيف فما نتجت بعد ذلك شق اذنها ثم خلى مع أمها فهى البحيرة بنت السائبة فعل بها كما فعل بامها و قال علقمة العبد يسيب على ان لا ولاء عليه و لا عقل و لا ميراث و قال عليه السلام الولاء لمن أعتق و السائبة الفاعلة بمعنى المفعولة و هى المسيبة نحو عيشة راضية اى مرضية و اما الوصيلة فمن الغنم كان الشاة إذا ولدت سبعة ابطن نظروا فان كان السابع ذكرا ذبحوه فاكله الرجال و النساء و ان كانت أنثى تركوها فى الغنم و انكانت ذكرا مع أنثى استحيوا الذكر من أجل الأنثى و قالوا وصلت أخاها فلم يذبحوه و كان لبن الأنثى حراما على النساء فان مات منها شى ء أكله الرجال و النساء جميعا و اما الحام فهو الفحل إذا ركب ولد ولده و يقال إذ انتج من صلبه عشرة ابطن قالوا حمى ظهره فلا يركب و لا يحمل عليه و لا يمنع من كلأ و لا ماء فاذا مات أكله الرجال و النساء روى البخاري عن سعيد بن المسيب قال البحيرة التي تمنع درها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس و السائبة كانوا يسيبونها لالهتهم لا يحمل عليها شى ء و الوصيلة الناقة البكر تبكر فى أول نتاج الإبل ثم تثنى بعده بالأنثى و كانوا يسيبونها لطواغيتهم ان وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر و الحام فحل الإبل يضرب الضراب المعدود فاذا قضى ضرابه دعوه للطواغيت و اعفوه من الحمل فلم يحمل عليه شى ء و سموه بالحام قال ابو هريرة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رايت عمرو بن عامر الخزاعي يجز قصبه فى النار كان أول من سيب السوائب قال البغوي روى عن محمد بن إسحاق عن محمد بن ابراهيم التيمي عن ابى صالح السمان عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لاكثم بن جون الخزاعي يا أكثم رايت عمرو بن لحى بن قمعة بن خندف يجر قصبه فى النار فما رايت من رجل أشبه برجل منك به و لا به منك و ذلك انه أول من غير دين اسمعيل و نصب الأوثان و بحر البحيرة و سيب السوائب و وصل الوصيلة و حمى الحامى فلقد رأيته فى النار يؤذى اهل النار بريح قصبه فقال أكثم أ يضرني شبهه يا رسول اللّه فقال لا انك مؤمن و هو كافر وَ لكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللّه الْكَذِبَ فى قولهم ان اللّه أمرنا بها وَ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ وجه التحليل و التحريم بل يقلدون كبارهم الجهال و فيه اشارة ان بعضهم يعرفون بطلان ذلك و لكن يمنعهم حب الرياسة و تقليد الآباء ان يعترفوا به. |
﴿ ١٠٣ ﴾