|
٦ أَ لَمْ يَرَوْا فى أسفارهم الى الشام كَمْ خبرية بمعنى كثيرا أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ من زائدة و كذا فى قوله تعالى مِنْ قَرْنٍ القرن القوم المقترنون فى زمان واحد و جمعه قرون و منه قوله صلى اللّه عليه و سلم خير القرون قرنى يعنى من اقترن معى او طائفة من الزمان يقترن فيها الناس فقيل هو أربعون سنة او عشرة او عشرون او ثلثون او خمسون او ستون او سبعون او ثمانون او مائة او مائة و عشرون و الأصح انه مائة سنة لانه صلى اللّه عليه و سلم قال لعبد اللّه بن بشر المازني انك تعيش قرنا فعاش مائة سنة كذا ذكر البغوي و فى نهاية الجزري انه صلى اللّه عليه و سلم مسح راس غلام و قال عش قرنا فعاش مائة سنة و على تقدير كونه للزمان معناه اهل قرن مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ يعنى قررناهم فيها و أعطيناهم من القوى و الأسباب و العدد ما تمكنوا بها على ما أرادوا و الجملة فى موضع الجر صفة لقرن و جمع نظرا للمعنى ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ ما لم نعطكم من القوى و المال و الأسباب و العدد ما موصوفة بمعنى شيئا منصوب اما على انه مفعول ثان لمكناهم بتضمين أعطيناهم او على المصدرية يعنى مكناهم شيئا من التمكين لم نمكن لكم مثلهم قال ابن عباس امهلناهم فى العمر ما لم نعمركم مثل قوم نوح و عاد و ثمود فيه التفات من الغيبة الى الخطاب و قال البصريون اخبر عن اهل مكة بلفظ الغيبة فقال الم يروا و لما كان فيهم محمد صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه أورد بلفظ الخطاب وَ أَرْسَلْنَا عطف على مكنا السَّماءَ يعنى المطر عَلَيْهِمْ مِدْراراً مفعال من الدر و الدر اللبن و فى اللبن خير كثير للعرب حال من السماء يعنى حال كونه كثير النفع فى اوقات حاجاتهم و قال ابن عباس يعنى متتابعا وَ جَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ اى من تحت مساكنهم فعاشوا مترفهين بين الثمار و الأنهار فَأَهْلَكْناهُمْ إذا جاءتهم الرسل و كذبوهم بِذُنُوبِهِمْ بسبب عصيانهم الرسل و لم يغن مكنتهم فى الدنيا و رفاهيتهم فيها عنهم شيئا فكيف يغنى هؤلاء الكفار أسبابهم فى الدنيا إذا كذبوا محمدا صلى اللّه عليه و سلم القران وَ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ فكما أهلكنا من قبلكم و أنشأنا مكانهم آخرين نفعل بكم يا اهل مكة ان لم تؤمنوا قال الكلبي و مقاتل ان النضر بن الحارث و عبد اللّه بن ابى امية و نوفل بن خويلد قالوا يا محمد لن نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من عند اللّه و معه اربعة من الملئكة يشهدون عليه انه من عند اللّه و انك رسوله فانزل اللّه تعالى. |
﴿ ٦ ﴾