| ١١ قُلْ يا محمد سِيرُوا فِي الْأَرْضِ بالاقدام او بالعقول و القوى الفكرية معتبرين ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ اى جزاء أمرهم و كيف أورثهم الكفر و التكذيب الهلاك و الخسران فان قيل جاء فى موضع اخر قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين بكلمة الفاء و هاهنا بكلمة ثم و الفاء للتعقيب بلا مهلة و ثم للتراخى فكيف التوفيق قلنا السير ممتد و النظر على مساكن المكذبين من الأمم السابقة يقع متراخيا بالنسبة الى ابتداء السير غالبا و يترتب على بعض اجزاء السير بلا مهلة فايراد الفاء نظرا الى بعض اجزاء السير و إيراد ثم نظرا الى بداية السير قال البيضاوي و الفرق بين هذه و بين قوله تعالى سيروا فى الأرض فانظروا ان السير ثمه لاجل النظر و لا كذلك هاهنا و لذلك قيل معنى هذه الاية اباحة السير للتجارة و غيرها و إيجاب النظر فى اثار الهالكين و كذا قال صاحب المدارك و زاد انه تعالى نبه على إيجاب النظر فى اثار الهالكين بثم للتباعد بين الواجب و المباح قلت بناء قول الشيخين على ان الفاء للسببية دون ثم و مقتضى السببية كون السير سببا للنظر فى الواقع سواء كان السير لاجل النظر قصدا اولا فمفاد الآيتين ان المطلوب شيئان ..... السير مطلقا و النظر فى اثار الهالكين غير ان هذا الاية بكلمة ثم لا يفيد سببية أحدهما للاخر و تلك الاية تفيدها و سياق كلتا الآيتين يقتضى ان المأمور به قصدا انما هو النظر و السير انما امر به لكونه وسيلة الى النظر و كانّ فى كلمة ثم اشارة الى التباعد بين ما هو المطلوب قصدا و بالذات و ما هو المطلوب ليكون وسيلة الى غيره و على هذا التحقيق لا حاجة فى التوفيق بين الآيتين الواردتين إحداهما بالفاء و الاخرى بثم الى ملاحظة بداية السير و نهايته. | 
﴿ ١١ ﴾