٩١

وَ ما قَدَرُوا اللّه حَقَّ قَدْرِهِ الاية

و اخرج ابن جرير نحوه عن عكرمة

قال البغوي لاجل هذه المقالة نزع يهود مالكا عن الحيرية و جعلوا مكانه ابن الأشرف و قال السدى نزلت هذه الاية فى فخاص بن عازورا و هو قائل هذه المقالة و قد تقدم الحديث فى سورة النساء

و اخرج ابن جرير من طريق ابى طلحة عن ابن عباس قال قالت اليهود يا محمد انزل اللّه عليك كتابا قال نعم قالوا و اللّه ما انزل اللّه من السماء كتابا فانزل اللّه تعالى ما قدروا اللّه حقّ قدره اى ما عرفوه حق معرفته فى الرحمة و الانعام على العباد إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللّه عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْ ءٍ حين أنكروا بعثة الرسل و ذلك أعظم رحمة و حق قدره منصوب على المصدرية قُلْ يا محمد مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ التورية الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً حال من الكتاب او من الضمير فى به وَ هُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تكتبون عنه دفاتر و كتبا مقطعة تُبْدُونَها اى ما تحبون منها وَ تُخْفُونَ كَثِيراً كنعت محمد صلى اللّه عليه و سلم و عيسى عليه السلام و اية الرجم و غير ذلك و فيه توبيخهم و ذمهم على ما فعلوا بالتورية باتباع شهواتهم قرا ابن كثير و ابو عمرو يجعلونه يبدونها يخفون الثلاثة بالياء على الغيبة حملا على ما قدروا و قالوا و الباقون بالتاء على الخطاب لقوله تعالى قل من انزل وَ عُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَ لا آباؤُكُمْ قال الأكثرون هذا خطاب لليهود يعنى علمتم ايها اليهود على لسان محمد صلى اللّه عليه و سلم زيادة على ما فى التورية او بيانا لما أشكل عليكم و على ابائكم من عبادة التورية نظيره قوله تعالى ان هذا القران يقص على بنى إسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون قال الحسن جعل لهم علم ما جاء به محمد صلى اللّه عليه و سلم فضيعوه

و قال مجاهد هذا خطاب للمسلمين يذكرهم النعمة فيما علموا ببعثة النبي صلى اللّه عليه و سلم و كانوا أميين قُلِ اللّه اى أنزله اللّه او اللّه أنزله هذا متصل بقوله تعالى قل من انزل امر اللّه تعالى نبيه صلى اللّه عليه و سلم بالجواب لما بهتوا عن الجواب اشعارا بان الجواب متعين لا يمكن غيره ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ اى فى أباطيلهم يَلْعَبُونَ حال من مفعول ذرو الظرف متعلق بذرهم او يلعبون او حال من فاعل يلعبون و جاز ان يكون يلعبون حالا من ضمير فى خوضهم و الظرف متصل بالأول.

﴿ ٩١