٩٣

وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى اى اختلق و الفرية بالكسر الكذب عَلَى اللّه كَذِباً منصوب على المصدرية مثل مالك بن الضيف القائل بانه ما انزل اللّه على بشر من شى ء و مثل عمرو بن لحىّ و اتباعه القائلين بان اللّه حرم الصوائب و الحوامي و بان انعاما حرمت ظهورها و بان ما فى بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا و محرم على أزواجنا و ان يكن ميتة فهم فيه شركاء أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْ ءٌ

قال البغوي قال قتادة نزلت فى مسيلمة الكذاب .....

و كان يسجع و يتكهن و ادعى النبوة و زعم انه اوحى اليه و كذا اخرج ابن جرير عن عكرمة و كان قد أرسل الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رسولين فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم أ تشهدان ان مسيلمة نبى قالا نعم فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم لو لا ان الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما روى البغوي بسنده عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بينا انا نائم إذ أتيت مفاتيح خزائن الأرض فوضع فى يدى سواران من ذهب فكبرا علىّ فاهمانى فاوحى الى ان انفخهما فنفختهما فذهبا فاولتهما الكذابين هما صاحب صنعاء و صاحب يمامة أراد بصاحب صنعاء الأسود العنسي و بصاحب يمامة مسيلمة الكذاب وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللّه

قال البغوي نزلت فى عبد اللّه بن ابى سرج و كان قد اسلم و كان يكتب للنبى صلى اللّه عليه و سلم و كان إذا املى سميعا بصيرا كتب عليما حكيما و إذا قال عليما حكيما كتب غفورا رحيما فلما نزلت و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين املاها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعجب عبد اللّه من تفصيل خلق الإنسان فقال تبارك اللّه احسن الخالقين فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم اكتبها فهكذا نزلت فشك عبد اللّه و قال ان كان محمد صادقا لقد اوحى الى كما اوحى اليه و ان كان كاذبا فقد قلت مثل ما قال فارتد عن الإسلام و لحق بالمشركين و كذا اخرج ابن جرير عن عكرمة و السدى قصة تبارك الاية ذكر البغوي ثم رجع عبد اللّه الى الإسلام قبل فتح مكة إذ نزل النبي صلى اللّه عليه و سلم بمر الظهران و قال الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس فى سيرته تشفع ابن ابى سرج بعثمان رضى اللّه عنه فقبله النبي صلى اللّه عليه و سلم بعد تلوم و حسن إسلامه بعد ذلك حتى لم ينقم عليه فيه شيئا و مات ساجدا قال ابن عباس قوله تعالى سانزل مثل ما انزل اللّه يريد المستهزئين و هو جواب لقولهم لو نشاء لقلنا مثل هذا قلت يعنى النضر بن الحارث كان يقول و الطاحنات طحنا و العاجنات عجنا و الخابزات خبزا كانه يعارض قوله تعالى و النازعات غرقا الآيات وَ لَوْ تَرى يا محمد و المفعول محذوف اى الظالمين يدل عليه إِذِ الظَّالِمُونَ مبتدأ و اللام اما للعهد يعنى الذين نزلت فيهم الاية من اليهود و المتنبية و المستهزئين او للجنس و يدخل فيه هؤلاء و جواب لو محذوف يعنى لرأيت امرا عظيما فزيعا فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ خبر المبتدأ اى شدائده فى القاموس غمرة الشي ء شدته و أصله التغطية يقال غمره الماء و اغتمره اى غطاه ثم وضعت فى موضع الشدائد و المكاره و فى الصحاح اصل الغمر ازالة اثر الشي ء و منه يقال للماء الكثير و على هذا اضافة الغمرة الى الموت بيانية سميت شدة الموت غمرة لازالته اثر الحيوة وَ الْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ الجملة حال من الضمير المستتر فى الظرف و العائد محذوف يعنى باسطوا أيديهم لقبض أرواحهم كالمتقاضى الملظ او لتعذيبهم نظيره قوله تعالى و الملئكة يضربون وجوههم و ادبارهم أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ خبر للملئكة بعد خبر يعنى قائلون لهم يعنى للظلمين تغليظا و تعنيفا اخرجوا أنفسكم إلينا من أجسادكم او أخرجوها من العذاب و خلصوها من أيدينا الْيَوْمَ المراد به الزمان الممتد من وقت الامانة الى ما لا نهاية له تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ يعنى عذابا متضمنا لشدة و اهانة و إضافته الى الهون لتمكنه فيه و لمقابلة الهوان فيه بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّه افتراء

غَيْرَ الْحَقِّ كادعاء الولد و الشريك و ادعاء النبوة و الوحى كاذبا منصوب من تقولون على المصدرية او المفعولية وَ كُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ المنزلة فى القران او دلايل التوحيد تَسْتَكْبِرُونَ فلا تتاملون فيها و لا تؤمنون اخرج ابن جرير و غيره عن عكرمة قال قال النضر بن الحارث سوف تشفع لنا الى اللّه اللات و العزى فنزلت.

﴿ ٩٣