|
٩٤ وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا بعد الموت و يوم القيامة للحساب و الجزاء فُرادى حال من فاعل جئتمونا اى منفردين عن الأموال و الأولاد و الأعوان و الأحباب و سائر ما اثرتموه من الدنيا او من الأوثان التي زعمتموها شفعاء لكم و هو جمع فرد و الالف للتانيث ككسالى هذا خبر من اللّه تعالى بقول للكفار على لسان الملئكة يوم موتهم او يوم القيامة و السياق يقتضى يوم الموت لعطفه على قوله اليوم تجزون كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بدل من فرادى اى جئتمونا على الهيئة التي ولدتم عليها فى الانفراد او حال مرادف لفرادى او من الضمير فى فرادى اى مشبهين ابتداء خلقكم عراة حفاة غرلا بهما او صفة مصدر اى جئتمونا مجيئا كخلقنا لكم وَ تَرَكْتُمْ فى الدنيا ما خَوَّلْناكُمْ ما أعطيناكم من الأموال و الأولاد و الخدم و الحشم وَراءَ ظُهُورِكُمْ و لم تحتملوا نقيرا و جاز ان يكون المعنى جئتمونا خاسرين بلا كسب كمال كما خلقناكم أول مرة و ضيعتم راس مالكم اى اعماركم و تركتم فى الدنيا ما أعطيناكم من الأموال و غيرها ما قدمتم منها شيئا للاخرة وَ ما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ اللّه سبحانه فى ربوبيتكم و استحقاق العبادة يعنى الأوثان لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ قرأ نافع و حفص و الكسائي بنصب بينكم على إضمار الفاعل لدلالة ما قبله عليه او أقيم بينكم مقام موصوفه و أصله لقد تقطع ما بينكم من الوصل او يقال فاعله ضمير راجع الى المصدر اى تقطع التقطع بينكم او يقال الفاعل بينكم مجازا فى الاسناد و ترك منصوبا للزوم ظرفيته و الباقون بالرفع على اسناد الفعل الى الظرف مجاز او المعنى لقد تقطع التقطع بينكم او يقال بينكم بمعنى وصلكم يعنى تقطع وصلكم و تشتت جمعكم و بين مصدر من الاضداد يستعمل للوصل و الفصل اسما و ظرفا كذا فى القاموس وَ ضَلَّ عَنْكُمْ اى ضاع و بطل ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ انها شفعائكم و ان لا بعث و لا جزاء. |
﴿ ٩٤ ﴾