|
١٢٢ أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً يعنى كافرا غافلا قلبه عن الحق قرا نافع و يعقوب هاهنا و فى يس الأرض الميتة و فى الحجرات لحم أخيه ميتا بتشديد الياء فى الثلاثة و الباقون بإسكانها استعارة تمثيلية و كذا فى قوله كمن مثله فى الظلمات فان الكافر لا يمتاز بين ما ينفعه و ما يضره كالميت فَأَحْيَيْناهُ يعنى أحيينا قلبه بنور الايمان وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً «١» يعنى فراسة المؤمن يمتاز به الحق من الباطل يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ يعنى يمشى بذلك النور على طريق يقتضيه العقل السليم و الطبع المستقيم و الشرع المنزل من اللّه تعالى كَمَنْ مَثَلُهُ اى صفته مبتدا كونه فِي الظُّلُماتِ خبر لمثله و جاز ان يكون الظرف خبر مبتدأ محذوف اى هو و الجملة خبر لمثله و الجملة الكبرى صلة و قوله لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها حال من المستكن فى الظرف لا من الهاء فى مثله للفصل و المعنى او من كان مومنا كمن هو كافر لم يومن و الاستفهام للانكار يعنى هما لا يتماثلان اخرج ابو الشيخ عن ابن عباس انه قال نزلت فى عمر بن الخطاب و ابى جهل و اخرج ابن جرير عن الضحاك مثله و قال البغوي قال ابن عباس يريد بهما حمزة بن عبد المطلب و أبا جهل و ذلك ان أبا جهل رمى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بفرث فاخبر حمزة بما فعل ابو جهل و هو راجع من قنصه و بيده قوس و حمزة لم يؤمن بعد فاقبل غضبان حتى اتى أبا جهل بالقوس و هو يتضرع و يقول يا با يعلى اما ترى ما جاء محمد به سفّه عقولنا و سب الهتنا و خالف ابائنا فقال حمزة و من أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون اللّه اشهد ان لا اله الا اللّه و اشهد ان محمدا عبده و رسوله فانزل اللّه تعالى هذه الاية و قال عكرمة و الكلبي نزلت فى عمار بن ياسر و ابى جهل فاتفقت الروايات ان المراد عن مثله فى الظلمات ابو جهل و مقابله أحد الثلاثة و الظاهر ان هؤلاء الثلاثة أمنوا متقاربين فى الزمان و حينئذ نزلت الاية و لفظها عام فيمكن حمله على كلهم و فى هذه الاية رد لما زعم ابو جهل انه أفضل من المؤمنين الذين خالفوا ابائهم و سبوا الهتهم فكان مقتضى السياق نفى افضلية الكفار فذكر اللّه سبحانه نفى المساوات ليكون ابلغ فى الدلالة على نفى أفضليتهم وكيلا يتطرق الوهم الى المساوات و استدل على نفى المساوات بما يقتضى افضلية المؤمنين بل اختصاصهم بالجمال و الكمال و نفى ذلك عن الكفار بالكلية فاختصاص المؤمنين بالكمال و نفى مساواتهم بالكفار اشارة النص بالمطابقة و نفى افضلية الكفار عبارة النص بالالتزام كَذلِكَ اى كما زين لابى جهل اعماله حيث زعم نفسه أفضل منالمؤمنين زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ أجمعين سيئات ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١) و عن زيد بن اسلم انها نزلت فى عمر بن الخطاب و ابى جهل و عن الحسن مثله و عن ابى سنان مثله ١٢. |
﴿ ١٢٢ ﴾