١٢٤

وَ إِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا يعنى كفار قريش لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللّه ثم قال اللّه تعالى اللّه أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ «٢» رِسالَتَهُ قرأ ابن كثير و حفص على الافراد و فتح التاء و الباقون رسالاته بالجمع و كسر التاء استيناف للرد عليهم بان النبوة ليست بالنسب و المال و السن و انما هى فضل من اللّه تعالى بمن يعلم انه أحق به قال المجدد للالف الثاني رضى اللّه عنه مبادى تعينات الأنبياء صفات اللّه تعالى من غير شائبة الظلية و مبادى تعينات غيرهم من الناس ظلال

(٢) عن ابن مسعود ان اللّه نظر فى قلوب العباد فوجد قلب محمد خير القلوب فاصطفاه لنفسه و بعثه برسالته ثم نظر فى قلوب العباد بعد قلب محمد صلى اللّه عليه و سلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما راه المؤمنون حسنا فهو عند اللّه حسن و ما راه المؤمنون سيئا فهو عند اللّه سيئ ١٢.

الأسماء و الصفات و صفات اللّه تعالى و ان كانت واجبة لكن وجوبها بالغير فهى باعتبار احتياجها الى الذات صارت مبادى تعينات الأنبياء و الملئكة و من ثم خصت العصمة بهذين الصنفين غير ان الصفات من حيث بطونها و قيامها باللّه تعالى مباد لتعينات الملئكة و من حيث ظهورها و كونها مصادر للعالم و حجبا مبادى لتعينات الأنبياء فولاية الملئكة ارفع و اقرب الى اللّه تعالى من ولاية الأنبياء و فضلهم على الملئكة انما هو من حيث النبوة المختصة بالبشر و ذلك بالتجليات الذاتية البحتة فاستحقاق النبوة و الرسالة ناش من كون مبادى تعيناتهم صفات اللّه تعالى لا من حيث النسب و السن و المال كما زعمه الا عمهون سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا يعنى أكابر الكفار صَغارٌ ذل و هوان عِنْدَ اللّه يوم القيامة و قيل تقديره من عند اللّه يعنى فى الدنيا و الاخرة وَ عَذابٌ شَدِيدٌ بالقتل و الاسر فى الدنيا كما أصاب كفار قريش يوم بدر و بالنار فى الاخرة بِما كانُوا يَمْكُرُونَ الباء للسببية او المقابلة اى بسبب مكرهم فى الدنيا او جزاء على مكرهم

﴿ ١٢٤