٨١

ا انكم قرا نافع و حفص بهمزة واحدة مكسورة على الخبر على الاستيناف و الباقون بهمزتين على الاستفهام بيان لقوله أ تأنون الفاحشة و هو ابلغ فى الإنكار و التوبيخ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ أ تجامعونهم فى ادبارهم يقال اتى المرأة إذا غشيها شَهْوَةً منصوب على العلية اى للشهوة لا حامل لكم على ذلك الا لمجرد الشهوة من غير حكمة او مصدر فى موقع الحال يعنى لشهوتهم شهوة ردية غير مفيدة مِنْ دُونِ النِّساءِ اى من غير النساء يعنى لا تأتونهن مع ما فيه من الحكمة من انتفاء الولد و بقاء النوع و لا ذم أعظم منه لانه وصف لهم بالبهيمة الصرفة قلت و من هذه الاية ثبت حرمة إتيان النساء فى أدبارهن بدلالة النص لانه مثل إتيان الرجال خبيثة غير مفيد أصلا و قد ذكرنا هذه المسألة فى سورة البقرة فى تفسير قوله تعالى و يسئلونك عن المحيض قل هو أذى الاية و هو قوله تعالى فاتوا حرثكم انى شئتم بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ إضراب عن الإنكار الى الاخبار عن حالهم الذي يوجب ارتكاب أمثال ذلك القبائح يعنى أنتم عادتكم الإسراف و التجاوز عن الحدود المعقولة و المشروعة فى الشي ء حتى تجاوزتم فى النكاح عن المعتاد المفيد الى غير المعتاد الذي لا خير فيه أصلا او إضراب عن الإنكار فى ما ذكر الى الذم على جميع اوصافهم او عن محذوف تقديره لا عذر لكم بل أنتم قوم عادتكم الإسراف.

﴿ ٨١