|
١٠ وَ ما جَعَلَهُ اللّه الامداد بالملائكة الذي دل عليه قوله ممدكم إِلَّا بُشْرى اى سببا لاستبشاركم وَ لِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ فيزول ما بها من وجل نظرا على جرى عادة اللّه في غلبة الكثير على القليل قلت نظير حال النبي صلى اللّه عليه و سلم هاهنا في اضطراب قلبه و مناشدته صلى اللّه عليه و سلم ربه بعد ما وعده بالنصر حال ابراهيم عليه السلام حيث قال رب أرني كيف تحيى الموتى قال ا و لم تؤمن قال بلى و لكن ليطمئن قلبى و كان حالهما عليهما السلام مبنيا على النزول الأتم كما حققناه في سورة البقرة في تفسير رب أرني كيف تحيى الموتى و لما لم يكن ابن رواحة رضى اللّه عنه في تلك المرتبة من النزول قال ان اللّه تبارك و تعالى أجل و أعظم ان ينشد وعده و لما كان ابو بكر اقرب منزلة من النبي صلى اللّه عليه و سلم لم يقل كما قال ابن رواحة بل قال كذاك تناشدك لربك و كان اضطراب النبي صلى اللّه عليه و سلم لحرصه على اشاعة الإسلام و هدم أساس الكفر و نظره على كمال استغنائه تعالى عن العالمين و عن عبادتهم و اللّه اعلم وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللّه إِنَّ اللّه عَزِيزٌ حَكِيمٌ (١٠) و امداد الملئكة و كثرة العدد و الأهب و نحوها و سايط في جرى العادة لا تأثير لها في نفس الأمر و اللّه اعلم. (فايدة) و لما فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من مناشدته ربه قاتل بنفسه الشريفة قتالا شديدا و كذلك ابو بكر و كانا في العريش يجاهدان بالدعاء و التضرع ثم نزلا فحرضا و حشا الناس على القتال و قاتلا بابدانهما جمعا بين المقامات كذا قال محمد بن يوسف الصالحي في سبيل الرشاد و روى ابن سعد و الفريابي عن على قال لما كان يوم بدر و حضر البأس امّنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و اتقينا به و كان أشد الناس بأسا يومئذ و ما كان أحد اقرب الى المشركين منه و رواه احمد بلفظ لقد رأيتنا يوم بدر و نحن نلوذ برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و النسائي بلفظ كنا إذا حمى البأس و لقى القوم اتقينا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. |
﴿ ١٠ ﴾