١١

إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ اى النوم الخفيف قرا ابن كثير و ابو عمرو إذ يغشاكم بفتح الياء و الشين و الف بعدها و رفع النعاس كما في سورة ال عمران امنة نعاسا يغشى طائفة منكم و نافع بضم الياء و كسر الشين مخففا و نصب النعاس كما في قوله تعالى كانما أغشيت وجوههم و الباقون كذلك الا انهم فتحوا الغين و شدد و الشين كما في قوله تعالى فغشاها ما غشى و الفاعل على القرائتين هو اللّه و الظرف بدل ثان من إذ يعدكم لاظهار نعمة ثالثة او متعلق بالنصر او بما في عند اللّه من معنى الفعل او بجعل او بإضمار اذكر امنة منه اى أمنا كائنا من اللّه مصدر امنت أمنا او امنة و أمانا مفعول له باعتبار المعنى فان قوله يغشيكم النعاس يتضمن معنى تنعسون و يغشاكم بمعناه و الامنة فعل لفاعله و يجوز ان يراد به الايمان فيكون فعل المغشى و ان يجعل على قراءة ابن كثير و ابو عمر فعل النعاس على المجاز لانها لاصحابه او لانه كان من حقه ان لا يغشاهم لشدة الخوف فلما غشاهم فكانه حصلت له امنة من اللّه لولاها لم يغشهم قال عبد اللّه بن مسعود النعاس في القتال امنة من اللّه عز و جل و في الصلاة من الشيطان روى عبد بن جميد عن قتادة قال كان النعاس امنة «١» من اللّه و كان النعاس نعاسين نعاس يوم بدر و نعاس يوم أحد و قد مر ذكر النعاس في القصة و ذكر المطر الذي ذكره اللّه تعالى في كتابه فقال وَ يُنَزِّلُ قرأ ابن كثير و ابو عمرو بالتخفيف و الباقون بالتشديد عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ من الحدث و الجنابة وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ يعنى وسوسته إليهم تزعمون انكم اولياء اللّه و فيكم رسوله و قد غلبكم المشركون على الماء و أنتم مصلون مجنبون وَ لِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ يقويها بالوثوق على لطف اللّه بهم و إنزال السكينة عليها يقال فلان رابط الجاش إذا قوى قلبه و اصل الربط الشد و ذلك يقتضى القوة و الاستحكام وَ يُثَبِّتَ بِهِ اى بالمطر الْأَقْدامَ (١١) حيث صلب الرمل و لم يذهب الاقدام فيها او بالصبر و قوة القلب.

(١) يعنى الامن الذي هو ضد الخوف فعل لفاعل متنعون اى المخاطبون ١٢.

﴿ ١١