١٤

ذلِكُمْ الخطاب مع الكفار على طريقة الالتفات و محله الرفع اى الأمر ذلكم او ذلكم العقاب واقع او النصب بفعل دل عليه قوله تعالى فَذُوقُوهُ يعنى ذوقوا ذلكم العذاب فى الدنيا فذوقوه او غير ذلك الفعل مثل باشروا او عليكم و يكون الفاء حينئذ عاطفة وَ أَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ (١٤) فى الاخرة عطف على ذلكم او الواو بمعنى مع و المعنى ذوقوا ما عجل لكم مع ما أجل لكم و وضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على ان الكفر سبب موجب للعذاب الاجل و الجمع بينهما و المؤمن لو أصابه مصيبة فى الدنيا بما كسبت يداه كانت له كفارة و لا يعذب فى الاخرة إنشاء اللّه تعالى روى البغوي بسنده فى تفسير قوله تعالى ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم الاية عن على رضى اللّه عنه قال الا أخبركم بأفضل آية من كتاب اللّه حدثنا بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم و يعفوا عن كثير و سافسرها لك يا عليّ ما أصابكم من مرض او عقوبته او بلاء فى الدنيا فبما كسبت ايديكم و اللّه عز و جل أكرم من ان يثنى عليهم العقوبة فى الاخرة و ما عفى اللّه عنه فى الدنيا فاللّه احكم من ان يعود بعد عفوه و اللّه اعلم روى الترمذي و حسنه و الحاكم عن عكرمة عن ابن عباس قال قيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليك بالعير ليس دونها شي ء فناداه العباس و هو أسير فى وثاقه لا يصلح فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم قال لان اللّه وعدك احدى الطائفتين و قد اعطاك ما وعدك قال صدقت.

﴿ ١٤