|
١٩ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا اى تستنصر و الأحب الناس و ارضهم عند اللّه فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ الذي طلبتم فقتل ابو جهل يوم بدر و روى احمد و الشيخان و غيرهم عن عبد الرحمن بن عوف قال انى لواقف في الصف يوم بدر فنظرت عن يمينى و عن شمالى فاذا انا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما فتمنيت ان أكون بين اضلع منهما فغمزنى أحدهما سرّا من صاحبه فقال اى عم هل تعرف أبا جهل قلت نعم فما حاجتك اليه يا ابن أخي قال أخبرت انه يسب النبي صلى اللّه عليه و سلم و الذي نفسى بيده لئن رايته لا يفارق سوادى سواده حتى يموت الأعجل منهما قال و غمزنى الاخر سرا من صاحبه فقال مثلها فعجبت لذلك فلم انشب ان نظرت الى الى جهل يحول في الناس و هو يرتجز- شعر: ما تنقم الحرب «١» العوان منى بازل «٢» عامين حديث سنى لمثل هذا ولدتني أمي فقلت الا تريان هذا صاحبكما كما الذي تسالان عنه فابتدراه (١) الحرب العوان التي قوتل فيها مرة بعد أخرى ١٢. (٢) البازل في الإبل الذي خرج نابه و هو في ذلك السن به قوته ١٢. بسيفهما فضرباه حتى برد و انصرفا الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاخبراه فقال كلاكما قتله و قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح و الرجلان هو و معاذ بن عفراء و روى البخاري عن انس قال قال النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر من ينظر ما فعل ابو جهل قال فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد فاخذ بلحية و قال أنت ابو جهل قال و هل فوق رجل قتله قومه او قتلتموه و في مسند احمد عن ابى عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود عن أبيه انه وجد أبا جهل يوم بدر و قد ضربت رجله و هو ضريع و قد ندب الناس فيه بسيف له فاخذته فقتلته به فنفلنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سيفه قال الحافظ هو معارض لما في الصحيح انه صلى اللّه عليه و سلم اعطى سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح و يمكن الجمع بان يكون نفل ابن مسعود سيفه الذي قتله به فقط و روى ابن إسحاق عن معاذ بن عمرو بن الجموح قال لما فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من غزوة امر بابى جهل بن هشام ان يلتمس في القتلى و قال اللّهم لا يعجزنك قال فلما سمعتها جعلته من سابق فصمدت نحوه فضربته ضربة اطنت قدمه بنصف ساقه قال و ضربنى ابنه عكرمة على عاتقى فطرح يدى فتعلقت بجلدة من جنبى و اجهضنى القتال عنه فلقد قاتلت عامة يومى هذا و انى لاصحبها خلفي فلما آذتني وضعت قدمى ثم تمطيت بها عليها حتى طرحتها قال ابن إسحاق و عاش بعد ذلك الى زمن عثمان قال القاضي زاد ابن وهب في روايته فجاء معاذ يحمل يده فبصق عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلصقت كذا نقل عن القاضي في العيون و في الشفاء قطع ابو جهل يوم بدر يد معوذ بن عفراء فجاء يحمل يده فبصق عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ألصقها فلصقت رواه ابن وهب قال إسحاق ثم مر بابى جهل و هو عفير معوذ بن عفراء فضربه حتى أثبته و به رمق و قاتل معوذ حتى قتل ثم مر عبد اللّه بن مسعود بابى جهل قال ابن مسعود وجدته بآخر رمق فعرفته فوضعت رجلى على عنقه ثم قلت هل أخزاك اللّه يا عدو اللّه قال و بماذا أخزاني هل اعمد «١» من رجل قتلتموه أخبرني لمن الدابرة «٢» قلت اللّه و لرسوله (١) يعنى زاد على رجل قتله توته و هل كان الا هذا يعنى انه ليس لعاد ١٢. (٢) اى الدّالة و الظفر و النصر ١٢. و روى عن ابن مسعود انه قال قال لى ابو جهل لقد ارتقيت يا رويعى الغنم مرتقا صعبا ثم اخررت راسه ثم جئت به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت يا رسول اللّه هذا راس عدو اللّه ابى جهل فقال اللّه الذي لا اله غيره قلت و نعم و الذي لا اله غيره ثم ألقيت بين يدى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحمد اللّه و في رواية خر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ساجدا و في روايته صلى ركعتين و روى ابن عابد عن قتادة ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال ان لكل امة فرعون و فرعون هذه الامة ابو جهل قاتله اللّه قتله ابنا عفراء و قتله الملائكة و تدافه ابن مسعود يعنى اجهز عليه و اسرع قتله و قال عكرمة قال المشركون و اللّه ما نعرف ما جاء به محمد فافتح بيننا و بينه بالحق فانزل اللّه تعالى ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح اى ان تستقضوا فقد جاءكم القضا و قال السدى و الكلبي كان المشركون حين خرجوا الى النبي صلى اللّه عليه و سلم أخذوا بأستار الكعبة و قالوا اللّهم الضر على الجندين و أكرم الحزبين و أفضل الدينين ففيه نزلت فعلى هذه الروايات الخطاب لكفار مكة و قال ابى بن كعب هذا خطاب لاصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال اللّه تعالى للمسلمين ان تستفتحوا اى ان تستنصروا فقد جاءكم الفتح و النصر و الظفر روى البغوي بسنده عن قيس بن حباب قال شكونا الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا الا تدعوا اللّه لنا الا تستنصر لنا فجلس محمارا لونه او وجهه فقال لنا لقد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض ثم يجاء بالمنشار فيجعل فوق راسه ثم يجعل بفرقتين ما يصرفه عن دينه و يمشط بامشاط الحديد ما دون لحمه من عظم و عصب ما يصرفه عن دينه و ليتمن اللّه هذا الأمر حتى يسير الراكب منكم من صنعا الى حضرموت لا يخشى الا اللّه و لكنكم تعجلون وَ إِنْ تَنْتَهُوا ايها الكفار عن الكفر باللّه و القتال مع نبيه صلى اللّه عليه و سلم فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ فان فيه صلاح الدارين لكم وَ إِنْ تَعُودُوا لحربه و معاداته نَعُدْ بمثل الواقعة التي وقعت بكم يوم بدر وَ لَنْ تُغْنِيَ اى لن يدفع عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ اى جماعتكم شيئا من الإغناء او شيئا من المضارّ وَ لَوْ كَثُرَتْ فئتكم وَ أَنَّ اللّه مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (١٩) قرأ نافع و ابن عامر و حفص بفتح الهمزة و حينئذ عطف على محذوف يعنى لن تغنى عنكم فئتكم شيئا لاجل شوم كفركم و لان اللّه مع المؤمنين و قيل هو عطف على قوله ذلكم و ان اللّه موهن كيد الكافرين و ان اللّه مع المؤمنين و قرا الباقون بالكسر على الاستيناف و العطف على لن تغنى و إن كان قوله تعالى ان تستفتحوا خطابا للمسلمين فالمعنى ان تستنصروا فقد جاءكم الفتح النصر و ان تنتهو عن التكاسل في القتال و المجادلة في الحق و الرغبة عما يستاثره الرسول فهو خير لكم و ان تعودوا بعد بالإنكار و تهيج العدو و لن تغنى حينئذ كثرتكم إذا لم يكن اللّه معكم بالنصر فان اللّه مع المؤمنين الكاملين و يناسبه قوله تعالى. |
﴿ ١٩ ﴾