٤٣

إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّه فِي مَنامِكَ قَلِيلًا مقدر با ذكر او بدل ثان من يوم الفرقان او متعلق بعليم اى يعلم المصالح ان يقللّهم في عينك في رؤياك حتى تخير به أصحابك فيكون تثبيتا لهم و تشجيعا على عدوهم و ذلك ان النبي صلى اللّه عليه و اله و سلم قال لاصحابه يوم بدر في أول الأمر لا تقاتلوا حتى او ذنكم و ان كثبوكم فارموهم بالنبل و لا تسلوا السيف حتى يغشوكم فنام في العريش نومة فقال ابو بكر يا رسول اللّه قد دنا القوم و قد مالوا منا فاستيقظ رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم و قد أراه اللّه عز و جل إياهم في منامه قليلا فاخبر بذلك أصحابه و روى ابن إسحاق و ابن المنذر عن حبان بن واسع عن أشياخ من قومه انتبه رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم فقال ابشر يا أبا بكر أتاك نصر اللّه هذا جبرئيل أخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع قال الحسن معنى في منامك في عينك لان العين موضع النومة وَ لَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ لجبنتم وَ لَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ امر القتال و تفرقت آرائكم في الثبات و الفرار وَ لكِنَّ اللّه سَلَّمَ اى سلمكم عن المخالفة و الفشل إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٣٣) يعلم ما يكون فيها و ما يتغيرا حوالها و قال ابن عباس علم ما في صدوركم من الحب للّه.

﴿ ٤٣