٤٦

وَ أَطِيعُوا اللّه وَ رَسُولَهُ في قتال أعدائه و إعزاز دينه وَ لا تَنازَعُوا باختلاف الآراء كما فعلتم يوم بدر في أول الأمر و يوم أحد فَتَفْشَلُوا اى تجبنوا منصوب بإضمار ان جواب للنهى و قيل عطف عليه و لذلك قرئ وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ الجزم و الريح استعير للدولة و نفاذ الأمر و جريانه على المراد و كذا قال الأخفش كانها في تمشى أمرها و نفاذه مشبهة بالريح في هبوبها و نفوذها و قال السدى جرأتكم و قال مقاتل حدتكم و قال النصر بن شميل قوتكم و قال قتادة و ابن زيد المراد به الحقيقة قالا لم يكن النصر قط الا بريح يبعثها اللّه يصرف وجوه العدو و كذا اخرج ابن ابى حاتم عن ابى زيد و منه قوله صلى اللّه عليه و اله و سلم نصرت بالصبا و أهلك عاد بالدبور متفق عليه من حديث ابن عباس و عن النعمان بن مقرن قال شهدت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم فكان إذا لم يقاتل أول النهار انتظر حتى تزول الشمس و تهب الرياح و ينزل النصر رواه ابن ابى شيبة وَ اصْبِرُوا على الموت و الجراح إِنَّ اللّه مَعَ الصَّابِرِينَ (٣٦) بالنصر و الاثابة روى البخاري في صحيحه عن سالم ابى النصر مولى عمرو بن عبد اللّه و كان كاتبا له قال كتب عبد اللّه بن ابى اوفى كتابا فقراته ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم في بعض أيامه التي لقى فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال يا ايها الناس لا تتمنوا لقاء العدو و اسألوا اللّه العافية فاذا لقيتم فاصبروا و اعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال اللّهم منزل الكتاب و مجرى السحاب و هازم الأحزاب اهزمهم و انصرنا عليهم و لما امر اللّه سبحانه بالجهاد و الصبر عليه امر بإخلاص النية إذ لا عبرة بالأعمال الا بالنيات عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم ان اللّه لا ينظر الى صوركم و أموالكم و لكن ينظر الى قلوبكم و أعمالكم رواه مسلم و في الصحيحين في حديث ابن عباس قوله صلى اللّه عليه و اله و سلم و لكن جهاد و نية فقال عز و جل.

﴿ ٤٦