|
٤٩ إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ بالمدينة حين خرج المسلمون و هم ثلاثمائة و بضعة عشر و سمعوا خروج ابى جهل و غيره في زهاء الف لقتالهم اغتروا بدينهم حيث خرجوا لمقاتلة من لا يدلهم بهم وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يعنى الذين لم يطمئنوا الى الايمان بعد و بقي في قلوبهم شبهة و قيل هم المشركون و قيل المنافقون و العطف لتغائر الوصفين و قال البغوي هؤلاء يعنى الذين في قلوبهم مرض قوم كانوا بمكة مستضعفين قد اسلموا و حبسهم اقربائهم عن الهجرة فلما خرجت قريش الى بدر أخرجوهم كرها فلما نظروا الى قلة المسلمين ارتابوا و ارتدوا و قالوا غَرَّ هؤُلاءِ يعنى المؤمنين دِينُهُمْ فقتلوا جميعا منهم قيس بن الوليد بن المغيرة و ابو قيس بن الفاكه بن المغيرة المخزوميان و الحرث بن زمعة بن الأسود بن المطلب و على بن امية بن خلف الحجمى و العاص بن منبه بن الحجاج و روى الطبراني عن ابى هريرة بسند ضعيف انه قال عتبة بن ربيعة و ناس معه من المشركين غر هؤلاء دينهم فقال اللّه سبحانه جوابا لهم وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه فَإِنَّ اللّه عَزِيزٌ غالب لا يذلّ من استجار به و ان قل حَكِيمٌ (٤٩) يفعل بحكمته البالغة ما يستبعده العقل و يعجز عن إدراكه ففعل بالكفار ما لم يكونوا يحتسبون و لما ذكر اللّه سبحانه سوء عاقبة الكفار في الدنيا بالقتل و الهزيمة اردفه بما صنع بهم بعد الموت فقال. |
﴿ ٤٩ ﴾