|
٨٢ فَلْيَضْحَكُوا اى المنافقون حين فرحوا بمقعدهم خلاف رسول اللّه قَلِيلًا يعنى ضحكا قليلا او فى زمان قليل يعنى فى الدنيا وَ لْيَبْكُوا كَثِيراً فى الآخرة اخبار عما يؤل اليه حالهم فى الدنيا و الآخرة أخرجه على صيغة الأمر للدلالة على انه حتم واجب و الضحك و البكاء اما محمولان على الحقيقة او هما كنايتين عن السرور و الغم و جاز ان يكون المراد بيان حالهم فى الآخرة و المراد من القلة العدم جَزاءً مصدر فعل محذوف اى يجزون جزاء بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٢) فى الدنيا اخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس فى قوله تعالى فليضحكوا قليلا قال الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاؤا فاذا انقطعت الدنيا و صاروا الى اللّه فليستانفوا البكاء بكاء لا ينقطع ابدا و اخرج ابن ماجة و ابو يعلى و البيهقي و هناد عن انس قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول يرسل البكاء على اهل النار فيكون حتى ينقطع الدموع ثم يكون الدم ثم توتى فى وجوههم كهيئة الأخدود و لو أرسلت فيها السفن لجرت و اخرج الحاكم و صححه عن عبد اللّه بن قيس ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال ان اهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن فى دموعهم لجرت و انهم يسكبون الدم و اخرج ابن ابى الدنيا و الضياء كلاهما فى صفة النار عن زيد بن رفيع رفعه ان اهل النار إذا دخلوا النار بكوا الدموع زمانا ثم يكون القيح زمانا فيقول لهم الخزنة يا معشر الأشقياء تركتم البكاء فى الدنيا هل تجدون اليوم من تستغيثون به فيرفعون أصواتهم يا اهل يا معشر الآباء و الأمهات و الأولاد خرجنا من القبور عطاشا و كنا طول الموقف عطاشا و نحن اليوم عطاش فافيضوا علينا من الماء او مما رزقكم اللّه فيدعون أربعين لا يجيبهم ثم يجيبهم انكم ماكثون فيئسوا من كل خير قلت و جاز ان يكون معنى الآية فليضحكوا اى الناس أجمعين فى دنياهم قليلا امر اباحة يشعر كراهة كثرة الضحك فان كثرة الضحك يميت القلب و ليبكوا فى الدنيا كثيرا من خشية اللّه حتى يكون البكاء جزاء و عوضا بما كانوا يكسبون يتهافت به سياتهم عن انس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا رواه احمد و الشيخان فى الصحيحين و الترمذي و النسائي و ابن ماجة و رواه البخاري ايضا عن ابى هريرة و رواه الحاكم و صححه عن ابى ذر و زاد و لما ساغ لكم الطعام و لا الشراب و روى الطبراني و الحاكم و البيهقي عن ابى الدرداء مرفوعا بلفظ لو تعلمون ما اعلم لبكيتم كثيرا و لضحكتم قليلا و لخرجتم الى الصعدات تجارون «١» الى اللّه تعالى لا تدرون تنجون او لا تنجون و روى الحاكم عن ابى هريرة و صححه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لو تعلمون ما اعلم لبكيتم كثيرا و لضحكتم قليلا يظهر النفاق و يرتفع الأمانة و يقبض الرحمة و يتهم الامين و يؤتمن غير الامين أناخ بكم الشرف الجون الفتن كامثال الليل المظلم و روى البغوي بسنده عن انس قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول يا ايها الناس ابكوا فان لم تستطيعوا فتباكوا فان اهل النار يبكون فى النار حتى يسيل دموعهم فى وجوههم كانها جداول حتى ينقطع الدموع فيسيل الدماء و يفرج العيون فلو ان سفنا أجريت فيها لجرت و روى احمد و الترمذي و ابن ماجة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا و ما تلذذتم بالنساء على الفرشات و لخرجتم الى الصعدات تجارون الى اللّه و روى ابن ماجة عن ابن مسعود قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما من عبد مومن يخرج من عينيه دموع و ان كان مثل راس الذباب من خشية اللّه ثم يصيب من خروجه الا حرمه اللّه على النار. (١) جار الى اللّه اى تضرع ١٢. |
﴿ ٨٢ ﴾