٨٣

فَإِنْ رَجَعَكَ اى ردك اللّه إِلى المدينة و فيها طائِفَةٍ مِنْهُمْ اى من المخلفين يعنى منافقيهم فان كلهم لم يكونوا منافقين او من بقي منهم بعد ما تاب بعضهم و هلك بعضهم فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ معك الى غزوة اخرى بعد تبوك فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ قرأ ابو بكر و حمزة و الكسائي بسكون الياء و الباقون بفتحها أَبَداً فى سفر وَ لَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ قرأ حفص بفتح الياء و الباقون بسكونها عَدُوًّا اخبار فى معى النهى للمبالغة إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ يعنى فى غزوه تبوك و الجملة تعليل للنهي و كان إسقاطهم عن ديوان الغزاة عقوبة لهم فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ (٨٣) مع النساء و الصبيان و المرضى و الزمنى لعدم لياقتهم للجهاد و قال ابن عباس مع الذين تخلفوا بغير عذر و قيل مع المخالفين قال القراء يقال صاحت خالف إذا كان مخالفا روى الشيخان فى الصحيحين عن ابن عمر قال لما توفى عبد اللّه بن ابى جاء ابنه الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسأله ان يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فاعطاه ثم سأله فقام ليصلى عليه فقام عمر فاخذ بثوبه فقال يا رسول اللّه اتصلي عليه و قد نهاك ربك ان تصلى على المنافقين فقال انما خيرنى اللّه فقال استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة و سازيده على السبعين فقال انه منافق فصلى عليه فانزل اللّه تعالى.

﴿ ٨٣