٩٢ وَ لا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ عطف على الضعفاء او على المحسنين قال ابن عباس سالوه ان يحملهم على الدواب و قيل سالوه ان يحملهم على الخفاف المرقوعة و النعال المحضوفة ليفروا معه قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ حال من الكاف فى أتوك بإضمار قد تَوَلَّوْا جواب إذا وَ أَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ اى تسيل مِنَ الدَّمْعِ اى دمعها و من للبيان و هى مع مجرورها فى محل النصب على التميز و هو ابلغ من تفيض دمعها لانه يدل على ان العين صارت دمعا فياضا حَزَناً نصب على العلة او الحال او المصدر لفعل دل عليه ما قبله أَلَّا يَجِدُوا اى لئلا يجدوا متعلق بحزنا او يتقيض ما يُنْفِقُونَ (٩٢) فى غزوتهم روى ابن جرير و ابن مردوية عن ابن عباس و ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي و ابن إسحاق و ابن المنذر و ابو الشيخ عن الزهري و يزيد بن رومان و عبد اللّه بن بكر و عاصم بن محمد بن عمر و قتادة و غيرهم رحمهم اللّه ان عصابة من اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جاؤه يستحملونه و كلهم معسر ذو حاجة لا يحب التخلف عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا أجد ما أحملكم عليه تولوا و أعينهم تفيض من الدمع حزنا ان لا يجدوا ما ينفقون قال محمد بن يوسف الصالحي اختلفوا فى اسمائهم فالذى اتفقوا عليه سالم بن عمير من بنى عمرو بن عوف الأوسي و علية بن زيد و ابو ليلى بن عبد الرحمن بن كعب و هرمى بن عبد اللّه و الذي اتفق عليه القرضى و ابن إسحاق و الواقدي و تبعهم ابن سعد و ابن حزم و ابو عمرو السهيلي و لم يذكر الأخير عرباض بن سارية جزم بذلك ابن حزم و ابو عمرو و رواه ابو نعيم عن ابن عباس والدي اتفق عليه القرظي و ابن إسحاق عمرو بن حمام بن الجموح و الذي اتفق عليه القرظي و ابن عقبة و ابن إسحاق عبد اللّه بن مغفل روى ابن سعد و يعقوب بن سفيان و ابن ابى حاتم عن ابن مغفل قال انى لاجد الرهط الذين ذكر اللّه تعالى و لا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم و فى حديث ابن عباس أخرجه ابن ابى حاتم من طريق العوفى قال امر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الناس ان ينبعثوا غازين معه فجاءت عصابة من اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيهم عبد اللّه بن مغفل المزني قالوا يا رسول اللّه احملنا فقال و اللّه ما أجد ما أحملكم عليه فتولوا و هم بكاء و عزّ عليهم ان يحبسوا عن الجهاد و لا يجدون نفقة و لا محملا فانزل اللّه تعالى عذرهم و لا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم الآية و الذي اتفق عليه القرظي و ابن عمر سلمة بن صخر و لفظ القرظي سلمان و الذي اتفق عليه القرظي و ابن عقبة عمرو بن عنمة بن عدى و عبد اللّه بن عمرو المزني حكاه ابن إسحاق قولا بدلا عن ابن مغفل و انفرد القرظي يذكر عبد الرحمن بن زيد ابو علية من بنى حارثة و بذكر حرمى بن عمرو من بنى مازن و قال محمد بن عمرو يقال ان عمرو بن عوف منهم قال ابن سعد و فى بعض الروايات من يقول فيهم معقل بن يسار و ذكر فيهم الحاكم حرمى بن مبارك بن النجار و ذكر ابن عابد فيهم مهدى بن عبد الرحمن و ذكر فيهم محمد بن كعب سالم بن عمرو الواقفي قال ابن سعد و بعضهم يقول البكاءون بنو مقرن السبعة و هم من مزينة انتهى و هم النعمان و سويد و مغفل و عقبل و سنان ذكر ابن إسحاق فى رواية يونس و ابن عمران علية بن زيد لما فقد ما يحمله و لم يجد عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما يحمله خرج من الليل فصلى من ليلة ما شاء اللّه تعالى ثم بكى و قال اللّهم انك أمرت بالجهاد و رغبت فيه و انى أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها من مال او جسدا و عرض ثم أصبح مع الناس فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اين المتصدق هذه الليلة فلم يقم اليه أحد فقام اليه ناخبره فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ابشر فو الذي نفسى بيده لقد كتبت فى الزكوة المتقبلة قال ابن إسحاق و محمد بن عمر لما خرج البكاءون من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قد أعلمهم انه لا يجد ما يحملهم عليه بقي يامين بن عمرو النضري أبا ليلى و عبد اللّه بن مغفل و هما يبكيان فقال ما يبكيكما قالا جئنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليحملنا فلم نجد عنده ما يحملنا عليه و ليس عندنا ما نقوى به على الخروج و نحن نكره ان يفوتنا غزوة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاعطاهما ناضحا له و زود كلواحد منهما صاعين من تمر زاد محمد بن عمرو حمل العباس بن عبد المطلب منهم رجلين و حمل عثمان بن عفان منهم ثلثة نفر بعد الذي كان جهز من الجيش قلت لعله لما سقط السبعة من الستة العشر المذكورين و سقط اثنان منهم لاجل شك الراوي فبقى من لم يخرج الى الغزو لفقد ما يحمله سبعة و هم الذين قال اللّه تعالى فيهم انه لا سبيل عليهم بالمعاتبة و اللّه اعلم روى الشيخان فى الصحيحين عن ابى موسى الأشعري قال أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فى نفر من الأشعريين ليحملنا و فى رواية أرسلني أصحابي الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اساله لهم الحملان فقلت يا رسول اللّه ان أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم فقال و اللّه لا أحملكم على شى ء و ما عندى ما أحملكم عليه و وافقته و هو غضبان و لا أشعر فرجعت حزينا من منع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و من محافة ان يكرن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وجد فى نفسه علىّ فرجعت الى أصحابي فاخبرتهم بالذي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم جئ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بنهب ابل فلم البث الا سويعة إذ سمعت بلالا ينادى اين عبد اللّه بن قيس فاجبته فقال أجب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدعوك فلما أتيته قال هذين القرينين «١» و هذين القرينين لستة ابعرة اتباعهن حينئذ من سعد فانطلق بهن الى أصحابك فقل ان اللّه او قال ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحملكم على هؤلاء فاركبوهن قال ابو موسى فانطلقت الى أصحابي فقلت ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحملكم على هولاء و لكن و اللّه لا أودعكم حتى ينطلق معى بعضكم الى من سمع مقالة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين سالته لكم و منعه فى أول مرة ثم إعطائه إياي بعد ذلك لا تظنوا انى حدثتكم شيئا لم يقله فقالوا لى و اللّه انك عندنا لمصدق و لنفعلن ما أحببت قال فانطلق ابو موسى بنفر منهم حتى أتوا الذين سمعوا مقالة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منعه إياهم ثم إعطائه بعد ذلك فحدثوهم بمثل ما حدثهم ابو موسى ثم قلنا و اللّه لا يبارك لنا فرجعنا فقلنا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال انا ما حملتكم و لكن اللّه حملكم ثم قال و اللّه انى إنشاء اللّه لا احلف على يمين فارى غيرها خيرا منهما الا أتيت الذي هو خير و كفرت عن يمينى. (١) القرينين الجملان المشدود ان أحدهما الى الآخر ١٢. [.....]. |
﴿ ٩٢ ﴾