|
١٠١ وَ مِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ و هم من مزينة و جهينة و أشجع و اسلم و غفار أخرجه ابن المنذر عن عكرمة كان منازلهم حول المدينة و كون بعضهم منافقين كما يدل عليه من التبعيضية لا ينافى ما مر من الأحاديث فى مناقب غفار و اسلم و أشجع و غيرها. وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يعنى من الأوس و الخزرج عطف على ممن حولكم و قوله تعالى مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ صفة للمنافقين فصل بينها و بينه بالمعطوف على الخبر او كلام مبتدأ بيان لتمرنهم فى النفاق و جاز ان يكون الظرف خبر المحذوف و جملة مردوا صفة لمبتدأ محذوف تقديره و من اهل المدينة قوم مردوا على النفاق اى مرنوا و ثبتوا عليه يقال تمرد فلان على ربه اى عتى و مرد على معصية اى مرن و ثبت عليها و اعتادها و منه المريد و المارد قال ابن إسحاق اى لجوا فيه و أبوا غيره و قال ابن زيدا قاموا عليه و لم يتوبوا فى القاموس مرد كنصر و كرم مرودا و مرادة فهو مريد و مارد و متمرد اقدم و عتا او هو يبلغ الغاية التي يخرج إليها من جملة ما عليها ذلك الصنف أجنحتها رضى لطالب العلم و ان العالم يستغفر له من فى السموات و من فى الأرض و الحيتان فى جوف الماء و ان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب و ان العلماء ورثة الأنبياء و ان الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما و انما ورثوا العلم فمن اخذه أخذ بخظ وافر رواه احمد و الترمذي و ابو داود و ابن ماجة. الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ هم المصلون ذكرهم باللفظين كانه كرر ذكره للدلالة على فضل الصلاة على سائر العبادات عن ابن مسعود قال سالت النبي صلى اللّه عليه و سلم ايّ الأعمال أحب الى اللّه قال الصلاة لوقتها قلت ثم اى قال بر الوالدين قلت ثم اى قال الجهاد فى سبيل اللّه متفق عليه و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الصلاة عماد الدين رواه ابو نعيم عن الفضل بن دكين و قال الصلاة نور المؤمن رواه ابن عساكر عن انس و قال الصلاة قربان كل تقى رواه القضاعي عن على و قال عليه السلام اقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد فاكثروا الدعاء رواه مسلم و ابو داود و النسائي عن ابى هريرة الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ بالايمان و الطاعة وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ عن الشرك و المعصية و قيل المعروف السنة و المنكر البدعة ذكر العاطف بينهما للدلالة على ان مجموعهما خصلة واحدة وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللّه اى فيما بينه و بين اللّه تعالى من الحقائق و الشرائع قيل أورد العاطف هاهنا للتنبيه على ان ما قبله تفصيل الفضائل و هذا اجمالها قلت لعل اللّه سبحانه أورد العاطف هاهنا لان اللّه سبحانه ذكر اولا إتيان الحسنات المذكورات ثم ذكر محافظة حد كل منها بلا زيادة من قبل نفسه رهبانيته ابتدعوها و بلا نقصان صورة و لا معنى فكان الأشياء المذكورة قبلها مجموعها شى ء واحد يعبر عنها بإتيان الشرائع و هذا شى ء اخر كناية عن الإخلاص و الحضور التام المستفاد من صحبة ارباب القلوب فان محافظة الحدود لا يتصور الا بحضور تام دائم و اللّه اعلم وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٢) يعنى الموصوفين بتلك الفضائل وضع المؤمنين موضع ضميرهم للدلالة على ان ايمانهم دعاهم الى ذلك و ان المؤمن الكامل من كان كذلك و حذف المبشر به للتعظيم كانه قيل بشرهم بما لا يدركه الافهام و لا يحيط الكلام و لم يسمعه الاذان و اللّه اعلم روى الشيخان فى الصحيحين عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوجد عنده أبا جهل و عبد اللّه بن ابى امية بن المغيرة فقال اى عم قل لا اله الا اللّه كلمة أحاجّ لك بها عند اللّه فقال ابو جهل و عبد اللّه بن ابى امية أ ترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعرضها عليه و يعيد انه بتلك المقالة حتى قال ابو طالب اخر ما كلمهم على ملة عبد المطلب و زاد فى رواية و ابى ان يقول لا اله الا اللّه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و اللّه لاستغفرن لك ما لم انه عنك فنزلت. |
﴿ ١٠١ ﴾